تفاصيل ما جرى في قضية كارلوس غصن اليوم

وافقت محكمة #طوكيو، اليوم، على الإفراج بكفالة عن #كارلوس_غصن بشروط صارمة بعد إيداعه السجن لمئة يوم بتهمة عدم التصريح الكامل عما كان يتلقاه من مدخول.

ومساء، رفضت المحكمة طلب الاستئناف الذي تقدّم به المدعي العام، بحسب الإعلام الياباني.

ويفترض أن يتمكّن الرئيس السابق لمجموعتي نيسان ورينو من الخروج من السجن الأربعاء.

وفي بيان، قال غصن إنه "بريء" وسيدافع "بقوة" عن نفسه بمواجهة اتهامات "لا أساس لها" بمخالفات مالية ضده في اليابان.

وعبّر عن "الامتنان اللامحدود لعائلتي وأصدقائي لدعمي خلال هذه المعاناة الرهيبة"، وذلك تزامناً مع إعلان محكمة طوكيو الموافقة على الإفراج عنه بكفالة بعد ثلاثة أشهر من التوقيف.

وأضاف: "أود أيضاً أن أشكر الجمعيات والناشطين في حقوق الانسان في اليابان والعالم الذين يجتهدون لاحترام مبدأ قرينة البراءة وضمان محاكمة عادلة". 

وقال محاميه جونيشيرو هيروناكا إن مؤتمراُ صحافياُ لغصن "سيكون أمراً جيداً".

حتى وإن تمّ تأكيد نبأ الإفراج عن غصن، لم يتسنَّ لمحاميه جمع مبلغ الكفالة الذي حددت محكمةٌ قيمته بمليار ين (ثمانية ملايين أورو) بسبب توقيت عمل المصارف، ما يعني أنه لن يفرج عنه قبل الأربعاء على أقرب تقدير.

ونظرياً، يمكن للنيابة العامة توقيفه مجدداً لاتهامات أخرى.

من جهته، قال جان-ايف لوبورنييه، المحامي الفرنسي لغصن، في تصريح صحافي، إن "وقائع هذه القضية... تجعل من الطبيعي إطلاق سراحه".

وحتى قبل التأكد من إمكانية مغادرة غصن السجن، عبّر فرنسوا زيمري محامي عائلة غصن، عن ارتياحه لقرار "يضع حدّاً لتوقيف في غاية القساوة"، ووصف القرار بأنه "نبأ سار".

ورأت المحكمة اليوم، أن خطر هرب غصن أو التلاعب بالأدلة ضعيف. لكنها أرفقت قرارها بشروط تقييدية هي إلزامه بالإقامة في اليابان، ومنعه من مغادرة البلاد حتى لفترة قصيرة، وإجراءات لتجنب هربه أو إتلاف أدلة.

ولتسهيل صدور هذا القرار عن المحكمة، اقترح جونيشيرو هيروناكا الذي حلّ مكان محامي غصن السابق الذي كان نائباً عاماً موتوناري أوتسورو، وضع غصن تحت مراقبة كاميرات ووضع وسائل محدودة للاتصال مع الخارج بتصرفه.

وقال المحامي الذي يوصف بأنه "المبرّئ" لانه تمكّن من الحصول على تبرئة متهمين في قضايا مهمة: "اقترحنا إجراءات تجعل الهرب أو إتلاف معلومات مستحيلاً".

وكان رجل الأعمال اللبناني الفرنسي البرازيلي قرر في منتصف شباط تغيير فريق الدفاع الياباني مع بدء مرحلة الإعداد لمحاكمته التي لن تجري قبل أشهر.

وقال حينذاك: "أنتظر بفارغ الصبر التمكن من الدفاع عن نفسي بقوة، وهذا الخيار يمثل بالنسبة لي المرحلة الأولى من عملية لا تهدف فقط إلى إثبات براءتي بل إلى إلقاء الضوء على كل الظروف التي أدت إلى اعتقالي غير العادل".

وقرار الإفراج عن غصن بكفالة الذي بات يجب تثبيته، يأتي في إطار ثالث طلب للإفراج عن غصن بكفالة، إذ إن القضاء رفض أول طلبين.

وكان غصن أوقف في 19 تشرين الثاني عند وصوله إلى طوكيو ووضع في مركز الاحتجاز في كوسوغي في شمال العاصمة حيث بقي في الأيام المئة الأخيرة.

وأعلنت عائلته، الإثنين، أنها قررت إبلاغ الأمم المتحدة، معتبرة أن "الحقوق الأساسية" لغصن "لا يتم احترامها".

من جهتها، صرحت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه لشبكة "سي ان ان" اليوم: "ليس من حقي التدخل في عمل القضاء الياباني".

وأضافت: "أقول فقط إنه من المهم أن يحظى كارلوس غصن بمحاكمة عادلة، وفي حال أفرج عنه أن يمتلك هذه القدرة، سيكون ذلك نبأ ساراً".

بدوره، قال وزير المال برونو لومير إن المهم بالنسبة إليه هو رؤية التحالف بين رينو ونيسان معززاً.

وأضاف في تصريحات لراديو كلاسيك "بالطبع فإن احتمال الافراج عنه وتمكّنه من الدفاع عن نفسه بشكل أفضل لا يمكن سوى الترحيب به من وجهة نظر إنسانية".

أما رئيس مجموعة رينو تييري بولوريه الذي تم تعيينه خلفاً لمديره السابق، فأعرب عن "سروره" وذلك رداً على سؤال لصحافي من وكالة فرانس برس على هامش معرض جنيف للسيارات.

ورفض بولوريه الإدلاء بمزيد من التصريحات "نظراً للوضع الراهن".

وغصن متهم بعدم التصريح الكامل عما تقاضاه بين عامي 2010 و2018 حيث إن هناك 9,23 مليارات ين (74 مليون أورو) لم يصرح عنها، حسب ما ورد في التقارير التي سلمتها نيسان إلى سلطات البورصة. وهو متهم أيضاً باستغلال الثقة.

ودان في مقابلة مع فرانس برس في نهاية كانون الثاني، توقيفه لفترة طويلة، معتبراً أنه إجراء "ليس عادياً" في "أي ديموقراطية أخرى".

ورأى أنه ضحية "مؤامرة" دبّرتها نيسان لإفشال مشروع التقارب مع رينو.

وردّت نيسان بسرعة. وقالت في رسالة سلمت إلى وسائل الإعلام، إنها "لا تلعب أي دور في القرارات التي اتخذتها المحاكم أو المدّعون، وليست في موقع التعليق عليها".

وأضافت المجموعة التي بدأ غصن عمله فيها عام 1999 لإنقاذها من الإفلاس، أن "التحقيقات الداخلية لنيسان كشفت سلوكاً مخالفاً للمبادئ والأخلاقيات (من قبل غصن) على ما يبدو (...) وما زالت تظهر وقائع أخرى".