الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"وثيقة الأخوة الإنسانية" تدشن حقبة جديدة للكاثوليك في مصر

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسر خليل
"وثيقة الأخوة الإنسانية" تدشن  حقبة جديدة للكاثوليك في مصر
"وثيقة الأخوة الإنسانية" تدشن حقبة جديدة للكاثوليك في مصر
A+ A-

وقالت محافظ دمياط الدكتورة منال عوض، فى بيان لها، اليوم الجمعة إن "هذه الاحتفالية تعد رسالة محبة للعالم من منطقة التقاء نيل مصر العظيم بالبحر المتوسط. القديس فرنسيس من رجال الدين المسيحيين الذين كانوا يدعون إلى المحبة والسلام ونصرة المظلوم ومساعدة الفقراء، وانتشرت دعوته في سائر البلاد الأوروبية، وعندما التقى بالملك العادل محمد الكامل بمدينة دمياط استضافه الملك لعدة أيام وقدم له الهدايا وكرمه".

ويأتي هذا الاهتمام الإعلامي والسياسي الملحوظ وسط عدد من التطورات المهمة التي يشهدها الملف المسيحي في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، بعد عقود من إهماله لأسباب سياسية واجتماعية متباينة.

فقبل نحو شهر، وقع البابا فرانسيس، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب "وثيقة الاخوة الانسانية" في الامارات. ورأس الحبر الاعظم قداساً حضره 180 ألف شخص من بلدان، وكان الاكبر تشهده الجزيرة العربية.

كما افتتحت في مصر أكبر كاتدرائية أرثوذكسية في منطقة الشرق الأوسط في عاصمتها الإدارية الجديدة، وبدأت تفعيل قانون بناء الكنائس الذي صدر عام 2016. ووردت أنباء عن أن السعودية سوف تسمح قريباً ببناء أول كنيسة بها، وأن اتخاذ القرار رسمياً، ما هو إلا مسألة وقت.

"عدد محدود وتأثير كبير"

ويقول الأب هاني باخوم الناطق الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر لـ"النهار" إن "الوجود الكاثوليكي في مصر من حيث الأرقام ربما يكون محدوداً، لكن من ناحية المساهمات الاجتماعية التي تخدم المجتمع فهو وجود كبير جدا، نحن نتحدث عما لا يقل عن 180 مدرسة كاثوليكية، ومستشفيات وجمعيات خيرية، ونشاط اجتماعي كبير يمتد لعشرات السنوات".

ويمثل للمسيحيون في مصر قرابة 10% من عدد السكان البالغ قرابة 100 مليون نسمة، وتبلغ نسبة الأقباط الأرثوذكس منهم قرابة 95%، فيما لا تتجاوز نسبة الكاثوليك والطوائف المسيحية الأخرى 5%، وهذا وفق تقديرات غير رسمية.



"ورغم هذا التواجد المحدود، بدأ الحضور الكاثوليكي يتجلى بشكل أوضح بعد زيارة قداسة بابا الفاتيكان لمصر في شهر نيسان من العام الماضي، وكانت هذه انطلاقة لحقبة جديدة" يقول الأب باخوم، "وهذه ليست المرة الأولى. ففي عام 2000 زار قداسة البابا يوحنا بولس الثاني مصر، وشكلت زيارته دفعاً مهماً".

وأضاف الناطق الرسمي : "في الأيام الأخيرة زار مصر الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية بروما، وبمناسبة هذه الزيارة دشنت فعاليات كثيرة. وكمكتب إعلامي كاثوليكي بدأنا في التواصل بشكل أكبر مع الإعلاميين والصحافيين، وبدأت أخبارنا تتداول على نطاق أوسع في وسائل الإعلام، وهي خطوة الى الأمام في هذا المجال".

وقال الكاردينال ساندري في تصريحات إعلامية خلال مشاركته في تدشين كاتدرائية الأقصر إن ما شاهده "يعد ترجمة فعلية لوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعت في أبو ظبي بين شيخ الأزهر وبابا القاتيكان".

وجود  تاريخي واجتماعي

وعلى رغم أن مصريين كثراً يتصورون أن جميع المسيحيين في مصر هم من الأقباط الأرثوذكس، فإن تاريخ الكاثوليك ضارب في عمق التاريخ، ويعود إلى القرن الأول الميلادي. وغالبية المدارس الكاثوليكية -التي تعد من المدارس المرموقة- هم من أبناء المصريين المسلمين.

وتنظم الكنيسة الكاثوليكية العديد من الفعاليات الاجتماعية مثل المسرحيات، والمهرجانات السينمائية، وكذلك تحرك قوافل طبية لبعض المناطق الشعبية والريفية الفقيرة، وتقوم بالعديد من الأعمال الخيرية في العديد من محافظات.

وحسب الموقع الرسمي للكنيسة الكاثوليكية، أن "الكاثوليك المصريين لم ينقطعوا أبداً ، إلا أن إدارة كنيستهم آلت إلى البطريرك الملكي (في روما) إلى أن استقلوا عنه سنة 1741 ميلاديا، وقد حافظ المصريون على طقسهم الإسكندري، الذي تغلبت فيه اللغة القبطية على اليونانية".

"وفي أواخر القرن السابع عشر استوطن بعض المرسلين الكاثوليك صعيد مصر فانضمت إليهم جماعات من الأقباط، فأسس لهم بابا روما ولاية رسولية سنة 1687 برعاية الآباء الفرنسيسكان، وتم اختيار بعض الشباب الغيورين وإرسالهم إلى جامعة انتشار الإيمان بروما إعدادهم للكهنوت.... وتزايد عدد الأقباط الكاثوليك تدريجياً منذ ذلك الحين".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم