أميركي يحتل أرضاً عربية لتصبح إبنته أميرة!

جاد محيدلي

يعرف دائماً تعلق الفتاة بوالدها وكذلك العكس، فالعلاقة التي تنشأ بين الوالد وإبنته هي تماماً كتلك التي تنشأ بين الأم وإبنها. ويحرص الأهل في العلاقة مع أبنائهم على تأمين كافة متطلباتهم وتحقيق أحلامهم ومساعدتهم في الوصول الى أهدافهم. لكن ماذا لو كانت أحلام وأهداف الإبنة أن تصبح أميرة؟ بالطبع ستقولون بأن الوالد لن يأخذ هذا الكلام على محمل الجد، لكن هذا لم يحصل مع  جيريمايا هيتون، وهو أب أميركي من ولاية فيرجينيا قام بفعل المستحيل كي تصبح ابنته أميرةً حقيقية، ومن أجل تحقيق وعده لابنته إيميلي البالغة من العمر 7 سنوات بأنها ستحقق حلمها، قام بالسفر إلى أفريقيا بهدف السيطرة على قطعة من الأرض تقع بين مصر والسودان غير واقعة تحت سيطرة أي من البلدين.

وبحسب صحيفة "ذا تلغراف"، هذه المنطقة هي "بير طويل" وتُعرف أيضاً باسم "مثلث بارتازوجا"، وهي منطقة صحراوية صغيرة تبلغ مساحتها حوالي 2000 متر مربع ترفض كلٌ من السودان ومصر ضمها. وبعد توجهه إلى المنطقة قام الأب برفع علمٍ أزرق عليه ختمٌ ملكي وثلاث نجوم قام أولاده الثلاث بتصميمه ليمثل عائلتهم، وكانت هذه أولى خطواته بهدف السيطرة على المنطقة وتحويلها إلى مملكته الخاصة، ما أثار جدلاً كبيراً إن كان يحق له ذلك. وبدأت قصة البحث عن هذه المنطقة لتحقيق وعده لابنته، حيث وجد أن الكثيرين حاولوا السيطرة على هذه الأرض وجعلها ملكهم الخاص إلا أنهم جميعاً قاموا بذلك على الإنترنت فقط، الا أنه هو قرر تطبيق ذلك على أرض الواقع.

قال جيريمايا في حوار مع الصحيقة: "المنطقة جميلة جداً، هي صحراء قاحلة في الشمال الشرقي من أفريقيا، لا أحد يسكن هذه الأرض، فقط بعض البدويين يتجولون فيها"، مضيفاً: "خلال الشتاء كنت أنا وإيميلي نلعب، وقد كانت متعلقة بالأميرات، لذا سألتني بجدية إن كانت ستصبح أميرةً حقيقية يوماً ما، وقلت لها نعم سوف تصبحين. وحينها قرر السير بهذه الطريق". وقام الأب وزوجته بعد زيارة المنطقة، بتصميم تاجٍ مناسب لإبنتهم وطلبوا من الجميع بمناداتها "الأميرة إيميلي" وتمت تسمية المملكة بـ"مملكة شمال السودان". وفي هذا الإطار، عبّرت الفتاة عن رغبتها بضمان حصول الأطفال في تلك المنطقة على غذاءٍ كافٍ، أما الخطوة القادمة التي ينوي جيريمايا القيام بها هي جعل مصر والسودان تعترفان بمملكة شمال السودان. أما من الناحية السياسية فإنه لتصبه سيطرة العائلة على المنطقة حقيقية يجب أن تعترف الأمم الأفريقية الأخرى بها، وغير المعقول أن يقوم شخصٌ ما بنصب علمٍ على قطعة أرض ويدعي سيطرته السياسية عليها من دون اعترافٍ شرعي من الدول المجاورة والأمم المتحدة أو مجموعاتٍ أخرى.