بعد كلماتها المؤثّرة أمام المحكمة... والدة سند: "أكرمني في الدنيا وسأدافع عنه إلى حين ألقاه"

كلمات مؤثّرة أطلقتها والدة سند الدندشي (الذي استُدرج وقُتل بدم بارد في بلدة بكفتين - #الكورة على يد المتهم عبد الرحمن الشامي، والمخطِّط أيمن خواجة)، خلال الجلسة الأولى لمحاكمته، كلماتٌ كتبتها الوالدة المفجوعة بخسارة فلذة كبدها، هزّت بها مشاعر كلّ من سمعها، إذ ليس باستطاعة إنسان أن يعبّر عن وجعها أكثر منها، من هنا، كما قالت لـ"النهار"، عكفت على خطّها بالدموع لتفاجئ بها عائلتها والحضور.

من رحم الألم

"يا حبيبي يا أمي، أنت كنت دائماً معي، فقد كنت شاباً مرضيّاً، أنت أكرمتني في الدنيا، وأنا سأقف إلى جانبك وأدافع عنك، وأتمنى أن يكرمني الله بالجنة لأكون معك. نعم، حرمت منك في الدنيا لكني أنتظر الآخرة كي أبقى إلى جانبك"... بهذه الكلمات بدأت والدة سند، عريبة غفري، حديثها لـ"النهار"، واصفة القاتل والمخطِّط للجريمة بـ"المغضوبين".

هي المرة الأولى التي تدخل فيها عريبة إلى المحكمة، وعلى الرغم من افتخارها بالمحامي بطرس فضول الموكل بقضية ابنها، إلا أنه، كما قالت "لن يستطيع هو أو غيره إيصال ما في قلبي، وأهمية الشخص الذي قُتِل، ومدى إجرام القاتل وخطورته". وأضافت: "طلبت من القاضي إلقاء كلمة، سمح لي، فهو خلوق إلى درجة كبيرة، وأنا أشكره من كل قلبي على إعطائي الفرصة للتعبير عن وجعي".

اليوم المشؤوم

حضر المخطِّط للجريمة أيمن خواجة جلسة المحاكمة، فيما تمنّع عن الحضور عبد الرحمن الشامي. عريبة تحدثت عن اليوم المشؤوم الذي أطلعها فيها ابنها سند أنه ذاهب للقاء شخص من دون أن يسمّيه، ليختفي بعدها أثره، وقالت: "لم أسمع بحياتي عن خواجه، وعندما لم يعد ابني أرسلت له رسالة عبر الواتساب لكنه لم يُجب، كانت هي المرة الاولى التي لا يردّ عليّ، عاودت المحاولة من دون نتيجة، عندها طلبت من شقيقه أن يستيقظ ويبحث عنه، لنبلِّغ بعدها مخفر السويقة".

خيوط الجريمة

اتصل شقيق سند بصديق الأخير في كندا للاستسفار عن الاشخاص الذين تربطهم علاقة عمل به، أخبره عن أيمن وأرسل له رقمه. عندها اتصل به وسأله عن سند، أجابه أنه تقابل وإياه، أعطاه 14 ألف دولار قبل أن ينزله من السيارة على بعد نحو مئة متر من المنزل، ليعاود ابني الاتصال به من جديد حيث طرح عليه عدة أسئلة، فتغيّرت إجاباته،  عندها طلب منه مقابلته فوافق". منذ اللحظة الاولى التي التقى شقيق سند بأيمن شعر أنه السبب وراء اختفائه، حيث قالت عريبة "لم يستطع النظر بعيني ابني الذي أمسكه من كتفيه قائلاً له: أنت تعلم ما حصل معه، فكان جوابه: سند صديقي وعيني. طلب ابني منه أن يدلي بإفادته في المخفر، ذهبا إلى هناك، لكن بعد التحقيق معه أطلق سراحه، حينها أمسكنا بخيط جديد عبر جارتنا مهندسة الاتصالات التي تمكّنت بعد فتح حاسبوه من اكتشاف تحويل أموال إلى كندا في ذلك اليوم، أبلغنا شعبة المعلومات التي أوقفت أيمن، وواجهته بداتا الاتصالات حيث نفى بداية تورطه، ليعاود بعدها الاعتراف بجريمته، وكيف خطّط لها قبل شهر واشترى مسدساً لذلك، ليقنع عبد الرحمن بتنفيذها بعدما أغراه بتأمين دخوله إلى الجيش، فقد استغل الفقر المدقع الذي يعيشه".

اعترف خواجة بداية أنه خطّط لقتل سند بسبب خيانته مع زوجته التي تحمل الجنسية المصرية والتي طلّقها قبل سنتين، في حين سبق أن قال إنه تعرّف إلى سند قبل سنة وشهرين، وبعد اتصال المحقق بطليقة الخواجة رفضت جملة وتفصيلاً ما قاله أيمن، مؤكدة أنها لا تعرف سند، لا من قريب ولا من بعيد، ليعاود بعدها أيمن الاعتراف بالحقيقة، حيث كان على علاقة عمل مع سند، وبينهما صفقة لتجارة السيارات.

"لإعادة النظر بالقوانين"

ووجّهت عريبة كلمة إلى أيمن وعبد الرحمن قائلة "الله يغضب عليكما في الدنيا والآخرة، لن أرتاح إلا بإعدامكما"، وأضافت "القضاء في لبنان يحتاج إلى إعادة نظر بالقوانين، فعندما تكون قضية بهذه الشفافية والوضوح حيث إن المجرم معترفٌ بتفاصيل جريمته، فلماذا تؤجل القضية، لماذا لا يتم تبردة غليل أهل الضحايا بتنفيذ حكم الاعدام على الفور؟"، معتبرة أنه "عند اتّباع هذه الخطوة ستنخفض نسبة الجرائم بشكل كبير، كون المجرم سيعلم علم اليقين أن مصيره الإعدام، أما أن يتوقّف في السجن بين أخذ وردّ، وأمامه فرصة للحياة، عندها ينفذ جريمته من دون أن يرفّ له جفن".