من هو الإمبراطور الذي تحول الى إله وبلاده أصبحت أرض الميعاد؟

جاد محيدلي

تم مؤخراً رفع الستار عن تمثال لآخر أباطرة إثيوبيا خارج مقر الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وهو يعود تحديداً الى الإمبراطور هيلا سيلاسي. لكن هل تعرفون بأنه كان معبوداص من قبل الآلاف من الناس؟ بقي هيلا في الحكم لأكثر من 30 عاماً عندما ساعد في تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية التي عقدت أول اجتماع لها في أديس أبابا في آيار عام 1963.  وفي عام 2002 تحولت منظمة الوحدة الإفريقية إلى الاتحاد الإفريقي، ولكن دوره في التأسيس ظل حياً في الذاكرة، والتمثال وسيلة يعرب بها الاتحاد الإفريقي عن الامتنان.

قصته المثيرة تعود بحسب BBC إلى تتويجه عام 1930 ونبوءة أطلقها ناشط حقوق السود في جاميكا ماركوس غارفي قبل ذلك بعقد كامل. وفي التفاصيل، قال غارفي لأتباعه عام 1920 إن عليهم "التطلع لإفريقيا عندما يتوج بها ملك أسود حيث يصير يوم الخلاص في متناول اليد". ولذلك عندما توج هيلا اعتبر الكثيرون ذلك علامة على صدق النبوءة وأصبح "قوة الثالوث"، وعلى بعد 8 آلاف ميل وتحديداً في جامايكا صار الإله وصارت إثيوبيا أرض الميعاد. وبتلك الأفكار إنطلقت حركة الراستفاريين. عندما زار هيلا سيلاسي جامايكا عام 1966 وقف يحي الآلاف الذين كانوا ينتظرون رؤية إلههم، وكان من بين المؤمنين ريتا مارلي زوجة المغني الشهير بوب مارلي الذي كان يقوم بجولة في الولايات المتحدة حينئذ. وقالت ريتا لاحقا إنه عندما لوح لها هيلا سيلاسي شاهدت آثار المسامير في كفه، مشيرة إلى أن مشاعرها الدينية تأججت في تلك اللحظة، ولدى عودة زوجها دخلا في طائفة الراستفاريين.

وبعد وفاة هيلا سيلاسي عام 1975 بعد عام من إطاحة ثورة ماركسية به وجد أتباعه أنفسهم أمام لغز باعتبار أن الآلهة لا تموت  وقاموا بحل هذا اللغز من خلال تفسير يقول إن الذي مات هو جسد هيلا سيلاسي الأرضي. يشار الى أنه لاحقاً اتهمته منظمة حقوق الإنسان بأنه تصرف بلا مبالاة إزاء المجاعات التي ضربت مناطق عديدة في بلاده، بل وحاول إخفاء مجاعة امتدت بين عامي 1972 و1975 وشهدت وفاة أكثر من 200 ألف شخص. كما اشتهر أيضا بقمعه معارضي حكمه بعنف.