موضوع الماجستير والدكتوراه... كيف نحصل على جديد وأي زوايا تركها السابقون؟

أنور الموسى

تعد قضية اختيار موضوع ماجستير أو دكتوراه، هاجساً كبيراً عند عدد كبير من الطلاب الذين يسألون بعد الاطلاع على شروط قبول المشروع: من أين نأتي بجديد؟ وهل ترك لنا السابقون زوايا لم تُدرس؟ وكيف نعثر على زوايا جديدة؟

الأسئلة السابقة مسوّغة، كون الطالب لا يزال في طور التعلُّم والإعداد؛ لكن الهواجس سرعان ما تزول حين يعلم الطالب أن الساحة البحثية لا تزال أرضاً خصبة للكثير من الموضوعات.

فالقراءة تعد مفتاح اختيار الموضوع، فعلى طالب الدراسات العليا أن يقرأ، ويطّلع، ليس فقط على مقرراته، بل أيضاً على ما يدور في فلك تخصّصه، ولا سيما تلك القضايا التي تقع ضمن اهتماماته ورغباته.

فقراءة الرسائل والأطاريح تساعد الطالب أيضاً على توسيع دائرة اختياراته، لا سيما أنّ عدداً منها يفتح الأبواب أمام موضوعات جديدة، خصوصاً في الخاتمة!

والواقع أنّ الإلمام بالمناهج الحديثة، يخوّل الطالب معالجة موضوع مطروق مدروس وفاق منهج ما، استناداً إلى منهج جديد، وهكذا يغدو موضوعه بكراً، كون نتائج المنهج الأول تختلف عن نتائج منهجه؛ كأن يدرس قضية أدبية درست نفسياً، استناداً إلى منهج بنيوي، شريطة أن تقبل طبيعة الموضوع ذلك!

وصحيح أن الدارس قد يفيد من المتخصّصين في اختيار موضوعه، بيد أن ذلك لا يعني أن يكون اتكالياً، كما يفعل بعض الدارسين الذين يستجدون موضوعهم من أساتذتهم أو مشرفيهم، فالمشرف يوجه وينصح، ولا يجوز أن يتحول إلى موزّع موضوعات.

وفي الميدان الأدبي، يمكن الطالب الافادة من معارض الكتب، حيث تنظم التوقيعات والندوات، فحضورها يفتح آفاق اختياره، وليقتنِ دواوين أو روايات موقعة حديثاً...

الدوريات والمقالات والإنترنت وذوو الخبرة، عوامل مساعدة لاختيار موضوع معين، وكذلك إشارات المتخصصين، لكن على الطالب أن يعلم أن موضوع البحث ينبغي أن يكون بكراً، أو يكون مطروحاً من زوايا معينة، ويمكن دراسة زواياه غير المدروسة، فضلاً عن إمكانية دراسة موضوع قديم غير منظّم وإعادة ترتيبه أو سدّ نقصه.

وفي كل الأحوال، ينبغي أن يطرح أي موضوع يختاره الدارس إشكالية وفرضيات ومنهجاً ومشروعاً، فضلاً عن ضرورة تنظيم العمل مع المشرف.

صفوة القول: إن اختيار موضوع للدراسة يُعدّ فنًّا. وقد يشكل عقبة تذلل حين نتبع الخطوات العلمية المنهجية.

والسؤال الغريب هنا: لِمَ تتعمد بعض الجامعات فرض موضوعات معينة على طلابها؟ ألا ينافي هذا حرية الاختيار والرغبة والحرية والإبداع؟

أستاذ مشرف على أبحاث في الجامعة اللبنانية