محاولة ضبط درجة الحرارة الشِّعرية

محمد الرشيدي- مصر

مثـل "أورغازم" كانون هاجمت شمعة

في متحف ذاكرة؛ أعصابي

وأهدابي أنيابي مُشرعة في لحم الليل؛

لكيلا تخسر كحل السماء أبوابي

أنبش أقمارًا؛ لأفتّش عن خامة

ترقى أن تكون قماشة شِعر

يسُدُّ بها سَبّاك فراغًا -يزعجه- بين ماسورتين،

وقطبًا شماليًا يتنزّل ظهرًا؛

ليصرع نار الجواحيم

لو أحرقت جلد شيّال الحَطَبِ

وتناسب أستاذًا جامعيًا

لن يرضى بتداولها بين الطلاب؛

لأني خَطّأته يومًا،

وأسال عليّ الأصفار في الكتبِ

وتصير وشومًا على توت في نهود الصبايا

يزأر في وجه مغتصبيه؛

ليختار من يلعق اللون فيه،

ويزرع وردًا موسيقيًا في حقله الخصبِ

وقُماشة شِعر تكون اتحادًا دوليًا من ظهور القنافذ؛

أهديها للمحترفين

الذين يدُقّون الطبل في إيقاع مكرور صخب

أغزل الأشعار حريصًا على أن تكون:

خيوطي حريرية من بلاد الصين،

وعطري فرنسيًا،

وقميصي مشدودًا بزُرورٍ من عاج إفريقيا،

وفمي ملآن بتمر سيويّ،

وطبيعة لوني ثائرة كغناء فلامنكو إسبانيّ

أغزل الأشعار بتكثيف موهبتي

في مقهى الأوراق البحريّ،

وأسعى إلى أن ترتديها

جميع البقاع على سيراميك الكوكب

رومًا كانوا أو من مستضيفي جين الكرم اليَعْرُبي

رحلتي بحث دائم عن صُبح قماشة شِعر؛

وإن سِرت فوق صراط من نَمَشٍ واشتباك سراب

أدور وأبحث حتى لو سمّمت غيمة البحث عن عمل.

تربة الشِّعر في واحات خيالي الرطبِ

أو كانت مُواصَلة في العاصمة الوهم..

أغلى من مجموع الأرقام في عُمري،

ومفاصلها..

كتلة من لُعاب الشحم وأصوات العطبِ

أو لو قرمشَتْني تماسيح الإعلام،

وبثّت لي في تردُّدها "مورفينًا"؛

لكيلا أحس تصلُّب شريان الوطن العربي

حتى لو لم نستطع إقرار الصواب،

وأن اسمها -مثلًا- آلة (الـقـيـثارة) لا (القَيْصَرَةْ)

فَلِسان السلطة لم يعرف

وزنًا للكلمة غير (الأوحد)

-في قاعات العلم-

وعاديّ أن يطيح

بآرائنا تحت جزمته الفاخرةْ

حتى لو ما زالت السيداتُ..

يُملّحن أطعمة الأزواج بدَمْعاتهن..

التي طول موسم إزهارهن الورديّ

لم تنضبِ

ولطفل سأكتب؛

طفل شقّت خراطيم الأب..

في ظهره العاري قنواتٍ أوجاعًا،

يتشرّبها البحر الشِّعريّ،

ستجتاز -يومًا ما- الأطلنطيّ..

رعشة إنعاش في تاريخ الأدبِ.