كاريزما الفشل

هديل المغربي

بين نوافذ البيت الواحد توجد ترانيم مغّناة بأصوات مختلفة، يحنو لها القلب وترنو لها الآذان والعقول، وفي تفاصيلها فتاة جميلة أنيقة، شعرها طويل منسدل، وعلى أكتافها عبارات ثقة وانجذاب... لكن كأنما تلاشى الوضوح ليفسّر سبب ازدرائها وشحوبها، وتحوّل سلامها الى اللامبالاة. فهل كنّا نعلم حينها أن السحب البيضاء معبّأة بالرياح، وأن رحيق صوت الأمّ ينفد من البيت؟! أما العيون المنهكة فمصيرها التخبّط والاستيقاظ مجدداً تحت عتبة باب مغلق، فقد كان فضاء أفكارنا يرمي ضحكات نجاح على عاتقها لأن الجمال ينتج جمالاً، أما معها فكانت الحكاية منتهية، مرهقة وغير حالمة، تباينت لنا قنطار فلاَح ومحبة، وأن الخير وُلد من رحم السلام والبركة، وحسن الظّنّ كان ملوناً في البداية... فقط في البداية!!