لا أنام

بادر سيف

أيتها الضفادع الهائمة في سماء المدينة المهجورة

لا تكثري من النقيق

ففصل التزاوج لم يحن بعد

أيتها الطيور الملونة لا تجدلي كثيرا في بحيرة 

الربيع طير كاسر والماء سيف قاطع

والذباب غمامة بركانية قاتلة

أيتها الجموع الحاملة لافتات الغضب وشبه الثورة

تراجعي فأمامك رصاص وهراوات حديدية

ووراءك الوحل والنجاسة

أيتها الأقلام المتراصة على مكتبي المتهالك

مادا تنتظرين؟

لقد أقلعت عن عادة الكتابة وتسويد وجهي بماء حيائك العابر

هاجري إلى حيث الدفء

إلى حيث الخبز والأوراق المزركشة حوافها

أيتها المنازل والبيوت المشرع أبوابها

من سيقصدك في يوم دافئ كيومك

ربما غزالة شاردة

أو بعض القطط التائهة

أيتها الأعلام العربية البراقة، من سيمسح عنك دموع اليتامى والثكلى؟

يا قلب فلسطين الخافق... لا تنام

فالنوم موت

والموت تاريخ الكلام

قاتل- احرق- مزق- اغضب

فانا أيضا لا أنام.