اجتماع تشاوري في بكركي: الوحدة مهددة والمطلوب يقظة وطنية

توافد النواب والقيادات الموارنة إلى بكركي للمشاركة في الاجتماع "التشاوري الوجداني" الذي دعا اليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس #الراعي، "للتداول في دور الموارنة في مواجهة الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وما بلغت إليه من تردّ على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

وكان أول الواصلين الى بكركي النائب سليم عون ثم النائب فريد البستاني.

وحضر كل من وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران #باسيل، رئيس تيار "المردة" سليمان #فرنجية، رئيس حزب "الكتائب" النائب #سامي _الجميّل، وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال بيار بو عاصي، والنواب: طوني فرنجية، زياد حواط، الان عون، هنري حلو، جوزف اسحاق، جورج عدوان، الياس حنكش، نديم الجميل، انطوان حبشي، شامل روكز، شوقي الدكاش، سيمون أبي رميا، هادي حبيش، فريد هيكل الخازن، اسطفان الدويهي، نعمت افرام، هنري شديد، ابراهيم عازار، روجيه عازار، ابراهيم كنعان، ادي أبي اللمع، حكمت ديب، زياد أسود، فادي سعد وميشال معوض.

وغاب عن الاجتماع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع بداعي السفر والنائب جان عبيد.

كما شارك في الاجتماع المطارنة: سمير مظلوم، رفيق الورشا، بولس عبد الساتر، بولس الصياح، حنا علوان، طانيوس الخوري، بولس مطر، حنا رحمه. 


واستهل الراعي الاجتماع بالقول: "هذا الصرح هو بيت جميع اللّبنانيين، واجتماعنا اليوم هو لأجل لبنان وكل اللّبنانيين وليس في نيتنا التباحث بأمور خاصة بنا دون سوانا".

وقال: "لا أحد يجهل خطورة الأوضاع المالية والإقتصادية والإجتماعية والمعيشية وخطورة وجود أكثر من مليون نازح سوري في لبنان".

وأعلن الراعي أن "من أسباب الأزمة السياسية عدم تطبيق الطائف والدستور، وقد أدخلت أعراف وممارسات مخالفة لهما".

وأضاف: "يعبّر الشعب عن وجعه في التظاهرات وبدأ يفقد الثقة بالدولة وحكامها وخصوصاً الشباب الذي لا يجد وظيفة، فيتوجه إلى أوطان أخرى،إنها لخسارة جسيمة لا تعوّض".

وتابع: "رأيت من واجبي دعوتكم إلى هذا اللّقاء التشاوري المسؤول للتباحث في توحيد الرأي حول الخروج من الخطر"، معتبراً "أن الوحدة اللّبنانية مهددة اليوم ونحن نريد يقظة وطنية موحدة ننطلق منها وبها لحماية الجمهورية"، داعياً "للتفكير معاً في الدور المطلوب منا كمسؤولين اليوم".

وجاء في كلمة الراعي الآتي:

1 - أحييكم بإسم أسرة هذا الكرسي البطريركي الذي وصفه سلفنا المثلث الرحمة البطريرك أنطون بطرس عريضه "بالصرح الوطني الذي ليس وقفاً على الطائفة المارونية فحسب، بل هو بيت جميع اللّبنانيين، ووقف للمصلحة اللّبنانية لا فرق فيه بين طائفة وأخرى".

2 - إني أسارع فأوضح أن اجتماعنا كموارنة هو من أجل لبنان وكل اللّبنانيين. وليس في نيتنا إقصاء أحد أو التباحث في أمور خاصة بنا دون سوانا. وجل ما نرغبه أن تشركوا زملاءكم في الحكومة والبرلمان والتكتلات النيابية والأحزاب بكل ما نتداوله، وأن تعملوا مع جميع المسؤولين في لبنان بيد واحدة وقلب واحد وفكر واحد على حماية لبنان من الأخطار المحدقة به، التي استدعت وجوب عقد هذا "اللقاء التشاوري".

3 - لا أحد منكم يجهل خطورة الوضعين الإقتصادي والمالي، المنذرين بالتهاوي، وخطورة وجود 1.500.000 نازح سوري، وقد تبسط في هذا الموضوع فخامة رئيس الجمهورية، في خطابه إلى أعضاء السلك الديبلوماسي يوم الأربعاء الماضي التاسع من الشهر الجاري، وعبّر عن القلق عند اللّبنانيين من موقف الأسرة الدولية بهذا الشأن.

كما أن لا أحد يجهل خطورة الوضع الاجتماعي والمعيشي المذريين اللذين يعاني منهما شعبنا، وهو يعبّر عن وجعه في مظاهرات وإضرابات، وقد بدأ يفقد الثقة بالدولة وبحكامها، ولا سيما شبابه الطالع والحامل شهاداته الجامعية، ولا يجد وظيفة ومستقبلاً وحقوقاً أساسية تمكنه من تحفيز مهاراته في وطنه، فيتوجه إلى أوطان أخرى أفضل منه. إنها لخسارة جسيمة لا تعوض.

4 - كلكم تعلمون أن الأزمة السياسية الراهنة تكمن في أساس هذه الأوضاع الخطرة. وهي أزمة تتفاقم يوما بعد يوم، متأثرة بالحروب والنزاعات الجارية في منطقتنا الشرق أوسطية، ومرتبطة بشؤون داخلية خلافية تتأجل وتتراكم، حتى بات الرأي العام يتخوف من إنفجار يطيح بالكيان والخصوصية اللبنانية التي جعلته صاحب رسالة ودور بناء في منطقتنا. من أجل هذه الخصوصية لبنان محبوب من بلدان المنطقة ومن المجتمع الدولي. والدليل على ذلك مشاركة هذه البلدان في ثلاثة مؤتمرات لدعم لبنان في شهرَي آذار ونيسان الماضيين. كما أنه يشكل علامة رجاء لمسيحيي الشرق الأوسط.

5 - من أسباب هذه الأزمة السياسية عدم تطبيق إتفاق الطائف والدستور المعدَل بموجبه، بنصهما وروحهما، لأكثر من سبب داخلي وخارجي. بل أدخلت أعراف وممارسات مخالفة لهما، وسواها مما جعل من المؤسسات الدستورية ملك الطوائف لا الدولة، فأضعفت بالتالي هذه الأخيرة حتى باتت كسفينة في عرض البحر تتقاذفها الرياح. ونشأت مخاوف حيال ما يطرح في السر والعلن :عن تغيير في النظام والهوية، وعن مؤتمر تأسيسي، وعن مثالثة في الحكم تضرب صيغة العيش المشترك المسيحي - الإسلامي المشبه بنسر ذي جناحين، وعن غيرها، فيما تفصلنا سنة وسبعة أشهر عن الاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير. فمن المؤسف أن يتراجع نحو الوراء بعد ما حقق من إنجازات إقتصادية ومالية وثقافية.

6 - أمام هذا الواقع المقلق، وتجاه رغبة العديد من اللّبنانيين المطالبين هذا الصرح العمل على القيام بمبادرة إنقاذية، رأيت من واجب الضمير أن أدعوكم إلى هذا اللقاء التشاوري المسؤول. فيجب أن نتباحث من أجل توحيد الرأي حول كيفية الخروج من حالة الخطر السياسي والاقتصادي والمالي، وحول مفاهيم ذات طابع دستوري من مثل: الدولة المدنية، وإلغاء الطائفية السياسية، واللامركزية، وحياد لبنان، والثلث المعطِل، والائتلاف الحكومي وارتباطه بقانون الانتخابات الجديد.

7 - الوحدة اللّبنانية مهدَدة اليوم. وقد سماها خادم الله البطريرك الياس الحويك "الوديعة الثمينة" التي بذل الجهود في سبيلها، لأنها بنظره "ترسي أسس الميزة اللبنانية، وهي الأولى في الشرق، إذ تحل المواطنة السياسية محل المواطنة الدينية. بسبب هذه الميزة يمتلك لبنان وجهاً خاصاً، وشخصية يتمسك بالمحافظة عليها فوق كل شيء".

8 - نرغب أن يكون هذا اللقاء التشاوري ملتئماً بصورة دائمة لكي ندرأ الخطر عن الوطن الحبيب، ونعمل مع كل مكوناته المسيحية والإسلامية على حمايته كياناً ومؤسسات وشعباً، فيستعيد مكانته ودوره في الأسرتين العربية والدولية.

هذه هي أطر لقائنا التشاوري، وهذا هو واجبنا تجاه شعبنا اللّبناني العزيز الذي يتطلع إلينا بثقة.

من جهته، قال طوني فرنجيه من بكركي: "منفتحون على جميع الأفرقاء ونحن لا نلتقي مع "القوات" بالسياسة ولكن هناك تنسيقاً بيننا".