ولد علي... جزائري لا يبحث عن الشهرة والمال مع فلسطين

لم يأت الجزائري نور الدين ولد علي لتدريب #المنتخب_الفلسطيني بحثاً عن شهرة أو مال، بل لخدمة شعبها الذين يعاني في كافة مجالات الحياة، ولأن فلسطين، كما يقول، هي التي "اختارته".

بتنشئة جزائرية وخبرة فرنسية، قاد ولد علي منتخب فلسطين الأحد إلى نقطة تاريخية ضد سوريا، في باكورة مبارياته ضمن #كأس_آسيا 2019 في كرة القدم المقامة راهنا في الإمارات، في إنجاز يأمل بتكراره ضد أوستراليا الجمعة في دبي.

بعد فترة عمل فيها مع المدرب عبد الناصر بركات، تسلم مهامه خلفا للنجم البوليفي السابق خوليو سيزار بالديفييسو المقال من منصبه في نيسان الماضي، اثر مكالمة هاتفية من رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب.

وعما إذا كان سيبحث عن فريق آخر مستفيداً من تجربته الآسيوية مع منتخب فلسطين، يقول ولد علي لوكالة "فرانس برس": "لم آت إلى هنا للشهرة. أنا اخترت فلسطين وفلسطين اختارتني".

يضيف: "أحببت البلاد ولست لاهثاً وراء المال".

يرى المدرب (46 عاماً)، قواسم مشتركة بين منتخبات العراق، اليمن، سوريا وفلسطين المشاركة راهناً في كأس آسيا والتي واجهت ولا تزال نزاعات دموية في الأعوام الماضية.

ويوضح إبن "بلد المليون شهيد": "الله يساعد شعوب هذه البلدان، الصغار والنساء يموتون، كرة القدم هي الوحيدة التي تسعدهم".

وأثرت على ولد علي بيئة حي باب الوادي الشعبي حيث ينشط ناديا اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر. لعب مع أندية متواضعة بسبب انشغاله في الدراسة في معهد تكوين المدربين "كنت ألعب وأدرب فئات صغيرة وأنا بعمر العشرين".

سافر عام 1997 الى فرنسا واختلف توجيهه ليعمل في قطاع الأكاديميات وتكوين الشباب، فأعاده فرانسوا براتشي مساعدا معه الى شباب قسنطينة الجزائري، فقال له مازحا "هربت من الجزائر وأنت تريد إعادتي؟".

"في دقيقتين" رد إيجابا على عرض فلسطيني ليكون ضمن الجهاز الفني للمدرب الجزائري موسى بزاز في 2010، بعدها درب منتخب الشباب في البحرين ثم سنتين في اتحاد العاصمة الجزائري. وفي مسيرته كمساعد مدرب أحرز لقب كأس الجزائر مع مولودية الجزائر واتحاد العاصمة.

عمل فترة ثانية مع "الفدائي" تحت إشراف عبد الناصر بركات قبل أن يتولى منصب المدير الفني خلفا لبالديفييسو.

عن تجهيز فريقه، يتابع ولد علي: "تعلمنا كثيراً من آسيا 2015، ونحيي عمل المدرب أحمد الحسن. تركنا الأشياء المفيدة وقمنا بتحسين الباقي. اخترنا اللاعبين في الخارج واشتغلنا على المحليين".

كان للاعبين القادمين من أميركا الجنوبية، خصوصاً تشيلي دور كبير في المباراة الاولى ضد سوريا التي انتهج فيها ولد علي سياسة دفاعية بحتة، منحت المنتخب نقطة احتفلت بها الجماهير كثيرا في استاد الشارقة.

تأثر ولد علي بعزيمة الكرة الإيطالية وروحها القتالية (غرينتا).

ويقول: "بدأت أتابع الكرة العالمية في مونديال 1982 عندما فاجأت إيطاليا الجميع وأحرزت اللقب. شخصيتي جزائرية وتأثرت بالعزيمة الإيطالية".

روى في حديث تلفزيوني: "كانوا يقولون لنا أن المهاجم يجب أن يشعر بك من خلال تنفسك. يجب أن يكون تنفسك سريعاً كي يشعر أنه تحت الضغط، وعندما تواجه اللاعب رجلا لرجل تحسسه بيدك. كرة القدم العربية لا تملك القوة والندية المشروعة، وهنا لا أتحدث هنا عن العنف والخشونة".

العنصر الأفريقي النادر في كأس آسيا، يعرف احتياجات الكرة الفلسطينية جيدا ويتعايش مع ظروف الأراضي وخصوصيتها منذ 2010.

سعى ولد علي لتحويل تركيز اللاعبين إلى كرة القدم وإبعادهم عن العقبات الاعتيادية. نجح في مهمته أمام سوريا، لكن عقبة الهجوم الأوسترالي قد تكون أصعب بكثير، خصوصاً أن "سوكروس" يبحث عن تعويض خسارته المؤلمة افتتاحا أمام الاردن.

ويتابع المدرب، الذي حضر دورات تدريبية في مصر والجزائر وبلجيكا لـ"فرانس برس": "نلعب من دون عقدة في آسيا. النقاط الثلاث هي الأهم. إذا لم تنجح بالنقاط فالأهم هو عدم الخسارة".