حصاد 2018- 458 قتيلاً سقطوا بحوادث سير... مَشاهد مروّعة وعائلات مفجوعة

في وقت يتحضّر فيه اللبنانيون لوداع سنة 2018، بعدما مرّت عليهم بحلوها ومرّها، هناك عائلات تمنت لو أنها لم تشهدها نتيجة خسارتها أحباءها في حوادث سير خلالها. 458 عائلة حتى كتابة هذه السطور بكت خلال 11شهرا أبناءها، (بمعدل 41 قتيلاً في الشهر ) زفّتهم الى مثواهم الاخير وهم في عزّ شبابهم، كما عاشت 5435 عائلة شبح الفراق نتيجة اصابة احد افرادها أو أكثر بجروح في 4161 حادثاً حصل منذ بداية العام، فما هي الحوادث التي طبعت في ذاكرة اللبنانيين؟

السباق الأخير

"لا تحزنوا اذا قتلتني السرعة يوماً ما... فقد كنت مبتسماً"... ستاتوس كتبه جو عنيد في صفحته بـ "فايسبوك" في الثالث من كانون الأول الماضي مرفقاً بفيديو وهو يقود دراجة نارية بسرعة 290 كلم في الساعة... لم يمرّ شهران وبضعة أيام على كلامه حتى قتلته السرعة، على أوتوستراد طرابلس ليرحل ربما مبتسماً لكن بالتأكيد مبكياً كل من عرفه.


أقمار المتن

جمعتهم الحياة ولم يفرقهم الموت، هذه حال الشبان الثلاثة الذين فَجعوا المتن الاعلى، لا بل كل لبنان برحيلهم المفاجئ في حادث سير مروّع وقع في شهر كانون الثاني... تربص شبح الموت بزينة شباب رأس المتن وقبيع على طريق عام دير الحرف، انزلقت سيارة "الأودي" التي كان يقودها سيزار غزال قبل ان تصطدم بعمود كهرباء، والنتيجة خسارته وصديقيه ماهر صالحة وأدوناي الأعور، فيما أصيب رامي صالحة بجروح استدعت نقله الى المستشفى لتلقي العلاج.

نيران الاصطدام

ركب سيارته وانطلق لشراء بعض الحاجات، لم يتوقع أن شبح الموت سيكون بانتظاره على طريق عام المصنع - راشيا في محلة خربة روحا، ما إن وصل الى المكان حتى اصطدم بمركبة كانت تحاول الالتفاف، فقد السيطرة واصطدم بعمود كهرباء، ما ادى الى احتراق السيارة من دون ان يتمكن من الفرار، 10 دقائق وهو في داخلها قبل أن ينتشل منها... هو إيهاب البقاعي ابن بلدة البيرة، العريس الذي فارق الحياة في شهر آذار ، وفي نفس الشهر فقدت قناة "الجديد" الزميل عز الدين الحلبي الذي انهى عمله وتوجه الى منزله، لكن من دون ان يتمكن من الوصول، بعدما اصطدمت سيارته بحافة على طريق كفرحيم باتجاه دير القمر ما ادى الى انقلابها واحتراقها وهو داخلها.

"مشوار" الموت

أنهى عمله في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي، عاد أدراجه الى منزله، تبادل أطراف الحديث مع والده أسفل المبنى حيث يقطن في حي السريان- الاشرفية، قبل أن يهمّ بالصعود لتبديل ملابسه، لكن في تلك اللحظة مرّ صديقه على دراجته النارية، صعد خلفه وانطلقا في رحلة الموت... هو الحادث الذي راح ضحيته في شهر نيسان شربل كرم الذي فجع خبر وفاته مع رفيق طفولته فارس حلو في حادث سير على اوتوستراد التحويطة كل من عرفهما.

تشوّه كبير

كان في طريقه لإيصال صديقه عندما انتظره شبح الموت على طريق عام بلدة القليلة، اصطدام مريع حصل بين دراجته النارية وسيارة مرسيدس، كانت نتيجته أن دهسته السيارة ليفارق الحياة على الفور... هو الحادث الذي راح ضحيته في شهر شباط الشاب حيدر غزيل حيث تعرف اهله إلى جثته من قميصه وهاتفه بعد تعرضها للتشوه.

فاجعة شبعا

في شهر حزيران اراد ابن شعبا محمد ماضي التوجه الى البقاع للخضوع إلى علاج فيزيائي في كتفه، اصطحب معه رفيق دربه احمد كذلك صديقه محمد الخطيب، ما إن وصلوا الى قرية الرفيد في قضاء راشيا، حتى هاجمهم الموت، بعدما اصطدمت سيارة الكيا التي يقودها محمد ماضي بجيب شيروكي يقوده شاب من الامن العام. خطف الموت بداية روح احمد الذي كان يجلس على المقعد الامامي، أما محمد ماضي فنقل الى المستشفى في وضع صحي خطر، ليلفظ آخر أنفاسه بعد ساعات، وكأنه أبى أن يكمل دربه من دون صديق طفولته الذي ترعرع واياه.

كارثة اكتشفها راعيان

أنهيا زيارتهما الى الطبيب في زحلة، قصدا بعدها مع طفلتهما أحد المطاعم في عنجر، وفي طريق عودتهما الى بلدتهما، كان شبح الموت بانتظارهما، انقلبت سيارتهما على علو ستة أمتار على أوتوستراد عرسال وبالتحديد في منطقة عين الشعب، ليفارقا الحياة، تاركين طفلين اكبرهما يبلغ من العمر 3 سنوات ونصف السنة والصغير لم يتجاوز السنتين، هما الرقيب في قوى الامن الداخلي غزوان الحجيري وزوجته سارة الحجيري، اللذان رحلا في شهر حزيران في حادث سير مروع اكتشفه راعيان كانا يمران في المكان.

ضحايا "غفلة السائق"

غفوة سائق سيارة أجرة، قضت على ثلاثة أشخاص، يتّمت ولدين، وفجعت عائلات. ففي شهر حزيران استشرس شبح الموت على المسلك الشرقي لأوتوستراد العقيبة - كسروان اثناء عودتهم من زيارة الى مدينة طرابلس، حيث خطف أرواح فريال قصار والدكتور محمد ركابي وشريكة حياته سوسن شبارو، انتظر وصول الزوجين من أميركا إلى لبنان لينقض عليهما ومعهما الوالدة التي كانت تنتظر بشوق وصول ابنتها، أوقف عداد زمن عمرهم، في ضربة ثلاثية أقل ما يقال عنها كارثية.

سقوط من علو شاهق

خبر صادم استيقظ عليه اللبنانيون في شهر ايلول مرفقاً بصور ومقاطع فيديو لحادث سير مروع في منطقة الروشة، حيث اصطدمت سيارة تقودها فيدا رضوان بالحاجز المعدني للكورنيش اثناء توجهها لاطعام الحيوانات قبل ان تقع من علو 48 متراً وتستقر في أسفل الشاطئ قبالة صخرة الروشة، لتفارق الحياة على الفور.

رحيل مزدوج

خبر حزين آخر استفاق عليه اللبنانيون في شهر أيلول، ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي، كيف لا ومحوره وفاة الناشط محمد مطر الملقب باسم بلال، وصديقه محمد رحمان لاعب كمال الاجسام، بحادث سير على طريق القلمون البحري، بعد انزلاق الدراجة النارية التي كان الاخير يقودها، ليلفظا انفاسهما الاخيرة.

ضحايا بالجملة

سيارات تبعثرت هياكلها أشلاء، دماء وجثث وجرحى متطايرة...هو حادث أوتوستراد الأسد الذي هزّ لبنان في شهر ايلول، فما حصل أشبه بمجزرة راح ضحيتها بداية 3 أشخاص و7 جرحى، قبل أن يستسلم الجريح عباس عثمان للموت، ليرتفع عدد القتلى الى اربعة، وهم إضافة إليه: "المحامي سليمان سكاكيني وزوجته جمانة الصاحب والسوري أحمد الخياط، حيث بقيت جثتا المحامي وزوجته مجهولتي الهوية الى ان تعرف اليهما الاهل بعد ظهر اليوم التالي.

خسارة تلميذي حربية

المدرسة الحربية فقدت هذه السنة تلميذين ضابطين هما أسامة حبلص الذي فارق الحياة في شهر تشرين الثاني على الطريق البحرية في منطقة الدورة، وكريستيان نقولا الذي انتظره الموت في الشهر التالي على الطريق البحرية في شكّا، وبالتحديد في منطقة الهري، حيث كان في طريقه الى منزله، اصطدم بشاحنة تعود الى إحدى شركات الترابة الموجودة في المكان، بينما كانت تقطع الطريق من ناحية الى أخرى الامر الذي ادى الى وفاته على الفور.