الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أكثر من 1000 يوم بدون سجائر... تجربة مثيرة لشاب مصري

المصدر: "صيحات"
مروة فتحي
أكثر من 1000 يوم بدون سجائر... تجربة مثيرة لشاب مصري
أكثر من 1000 يوم بدون سجائر... تجربة مثيرة لشاب مصري
A+ A-

الإقلاع عن التدخين ليس بالقرار السهل ولكنه ليس مستحيلاً، هكذا قرر محمود يحيى (32 عاماً) مدير مبيعات أن يقضي ما تبقى من حياته داخل الدائرة البيضاء بعيداً من التدخين. وبفضل الإرادة وما يمتلكه من أسباب وحجج قوية وبعد عدة محاولات فاشلة تمكن من الابتعاد نهائياً عن التدخين لأكثر من ألف يوم، وأصبح محارباً له داعياً إلى الإقلاع عنه بوسائله المختلفة.

"صيحات" التقته لتتعرف إلى تجربته المثيرة.

يقول محمود لـ"صيحات": "أدخن منذ 14 عاماً عندما كنت في الصف الثاني الإعدادي واستمررت حتى عامي الثلاثين، وما دفعني لأخذ قرار الإقلاع أنني وجدت نفسي في مرحلة سنية مختلفة وراجعت نفسي وحددت ماذا كسبت وماذا خسرت وفي ما تقدمت وفي ما تأخرت، فوجدت نفسي أنني طوال الـ15 سنة التي مارست خلالها عادة التدخين لم أحقق شيئاً، وعقدت مقارنة بيني وبين أصدقائي فوجدتهم أفضل حالاً مني على المستوى الاجتماعي والمادي والبدني والعملي فتساءلت لماذا فعلت ذلك في نفسي؟ فأسرتي ليست مدخنة ووالدي طبيب ووالدتي ربة منزل، ولا يوجد أحد في إخوتي مدخّن، كما أنني ظللت أدخن 15 سنة وأنفقت عديداً من الأموال بلغت نحو نصف مليون جنيه بحساب متوسط المصروفات على السجائر بحسب استهلاكي منها".

"كانت هذه الجلسة مع النفس في أواخر عام 2015، وأقلعت تماماً عن التدخين في شباط 2016، إذ وجدت أن وضعي كان سيصبح مختلفاً، فقد اكتشفت أنني دخنت نحو ربع مليون سيجارة وعندما تخيلت كمية الدخان والنيكوتين على صدري اكتشفت أن وضعي الصحي سيئ للغاية، ففي الماضي كنت أمارس كرة يد فجربت أن أنزل ألعب مع الشباب من مواليد الألفية الجديدة لكنني لم أستطع الجري أو التنفس ووجدت أن السجائر أبعدتني عن اهلي ووالدي ووالدتي وإخوتي بسبب رائحتها".

"حتى يقلع المدخن عن السجائر لا بدّ من أن تكون لديه أسباب مقنعة، فهي بالفعل تسبب الألم وتسحب المتعة من الحياة، ولأني كنت في بعض الأوقات أنصح الآخرين بالحفاظ على نظافة البلد إبّان ثورة 25 يناير، ولكنني كنت أفعل العكس بعقب سيجارة، فقررت أن أفعل ما أنصح به الآخرين، كما كانت لدي أسباب صحية كافية، فآخر 3 سنوات وأنا مدخن كانت صحتي متعبة وكنت هزيل الوزن والجسم، كما أنني مصاب بالسكري وكان معدل السكر غير منضبط لأن النيكوتين كان يتفاعل مع الأنسولين فلا يعمل بالجسم وبالتالي كان السكر دائماً عالياً، كما أنني كنت عصبياً للغاية، وتجمعت كل هذه الأسباب معاً، وحاولت في آخر ثلاث سنوات أن أقلع عن التدخين فابتعدت خمسة أشهر ثم عدت ثم ابتعدت شهرين وعدت مرة أخرى ثم ابتعدت عنها في شهر رمضان وعدت مرة أخرى حتى وجدت نفسي أقترب من سن الثلاثين، فقررت ألا تلازمني السجائر في ما تبقى من حياتي، وأن أدخل الدائرة البيضاء التي مع الأسف أراها ضعيفة في مصر، إذ إن نسبة التدخين زادت جداً، وقلت الدائرة البيضاء".

"أحد الأسباب التي دفعتني للاقلاع عن التدخين هو أن لا انساق وراء المجموع إضافة إلى أن هناك كثيراً من الفتيات والسيدات بأعمار مختلفة مدخنات، وأعتقد أن هناك نسبة لا تتعدى 5% لم يضعوا السجائر في فمهم، ولذلك أجريت محاولات عديدة، وآخر عام كنت أدعو الله كثيراً أن أبتعد عن التدخين، وفي يوم ما كنت أجلس مع أصدقائي على القهوة وحكيت لصديق لي أنني أريد أن أبتعد عن السجائر فقال لي إن ذلك قرارك بمفردك، فاستيقظت في اليوم التالي، وقررت ألا أدخن السجائر مرة أخرى وإلى الآن لم أضعها بفمي، وكان الأمر بالنسبة لي تحدياً كبيراً، وقررت محاربة التدخين بوسائلي ورسائلي الخاصة حيث اتعمد أن أضع تجربتي مكتوبة خلف الدراجة الهوائية التي استخدمها في تنفلاتي وممارسة الرياضة، فالأمر ليس مجرد إقلاع شخص عن التدخين، بل لا بدّ من أن أنقل تجربتي لكثيرين ليستفيدوا منها ويعلموا أن هناك من سعى ونجح ويجب عليهم أن يفعلوا ذلك".

"أنصح كل من يحاول الإقلاع عن التدخين وأقول له: حاول أن تشغل وقتك بأي شيء يلهيك عن السجائر كالقراءة والتحلي بالصبر وممارسة الرياضة والبحث عن حوافز تشجع على ذلك. مارس رياضة الجري مع المحترفين، فالآن أستطيع الجري 14 كم في الساعة وهذا ما لم أكن أتمكن من فعله مع التدخين".















الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم