"اللقاء التشاوري" من بعبدا: لا حلّ حتى الآن

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا بعد ظهر اليوم، وفد نواب "اللقاء التشاوري"، ضم، النواب الوليد سكرية، فيصل كرامي، عبد الرحيم مراد، قاسم هاشم، جهاد الصمد وعدنان طرابلسي، وعرض معهم التطورات على صعيد تشكيل الحكومة في ضوء مبادرته الاخيرة.


بعد اللقاء، تحدث النائب سكرية للصحافيين باسم الوفد، فقال: "في مستهل اللقاء شكرنا فخامة الرئيس على توجيهه دعوة لنا للاستماع الى آرائنا والبحث معنا في عقدة عملية تشكيل الحكومة، وقد حيينا جهوده ومبادرته للتواصل مع كل الافرقاء المعنيين لايجاد حل لهذه المسألة لما فيه مصلحة لبنان، وحرصا على الوضع اللبناني كي لا تستمر الازمة الى أجل طويل ولبنان يدفع الاثمان. ومن الطبيعي أننا نؤيد مبادرة فخامة الرئيس وجهوده المستمرة مع كل القوى للوصول الى مخرج وحل لهذه المشكلة، لأننا جميعا حريصون على لبنان. ولكن لا يبدو حتى الآن أن هناك حلا لهذا الموضوع، لأن الرئيس المكلف لا يزال مصرا على موقفه، ولم يعلن شيئا سوى أنه رافض رفضا كليا الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية، وأن هناك ضمن الطائفة السنية نوابا آخرين من خارج تيار المستقبل فازوا بهذه الانتخابات، وهم يمثلون شريحة من الشعب اللبناني ولهم مواقف وآراء سياسية قد تتعارض في بعض الجوانب مع سياسة تيار المستقبل، وهو مصمم على أن يحتكر تيار المستقبل تمثيل الطائفة السنية كليا، في وقت كل الطوائف الاخرى ممثلة بتعددية. فلا التيار الوطني الحر احتكر تمثيل الطوائف المسيحية أو اعتبر أنه الاقوى وله الحق بأن يمثل المسيحيين او أنه اب الطائفة المسيحية، وكذلك الامر بالنسبة للطائفة الشيعية او الطائفة الدرزية. فهذه العقدة موجودة فقط ضمن الطائفة السنية، لا سيما لجهة الرفض بالاعتراف بالآخر وبنتائج الانتخابات".

اضاف: "لقد وضعنا الرئيس في صورة موقفنا وأكدنا أننا مصممون عليه ونطالب بحقنا، ولسنا من يعتدي على حق الآخر. فنحن ستة نواب متحالفون انتخبنا من الشعب ونمثل نهج معين ونعبر عن رأي شريحة شعبية معينة، ولنا الحق في حكومة وحدة وطنية تمثل كل الافرقاء، ونمثل فيها بوزير من النواب الستة. وأكدنا لفخامة الرئيس هذا الموقف وحيينا جهوده ونأمل بأن يتواصل مع كل القوى المعنية للوصول الى حل ومخرج لهذه العقدة".


ورأى "إن فخامة الرئيس يعترف بالأساس بحقنا، وبأننا نمثل شريحة من الشعب اللبناني. والكلام الذي كان يتردد بشكل دائم عبر الاعلام بأننا لسنا كتلة، كان لنا موقفا حوله لأكثر من مرة. فالحكومة قد شكلت على أساس القانون الارثوذكسي، اي كل مذهب عين ممثليه، اي الطائفة المسيحية عينت الوزراء المسيحيين، والطائفة الشيعية عينت الوزراء الشيعة، كذلك بالنسبة للطائفة الدرزية. أما الطائفة السنية، من سيعين وزراءها؟ ولماذا سيحتكر تمثيلها تيار المستقبل؟ فالتمثيل ضمن الطائفة السنية يجب أن يكون وفقا للتوازنات".

واشار الى أن "اللقاء التشاوري" قدم الكثير من التنازلات، وقد تركنا للرئيس المكلف الحرية بأن يختار من بين النواب الستة من يريد، ونحن سنوافق على خياره. ولكن أمام إصراره على عدم الاعتراف بتمثيلنا، أصبحنا نطالب الآن بحقيبة وزارية". وقال: "إن الكرة الآن هي في ملعب الرئيس المكلف لأن الرئيس الحريري رافض بأن يعترف بنتائج الانتخابات وبما نمثل. إن العقدة لديه وليس عند أحد آخر".

وردا على سؤال حول وضع اللقاء التشاوري العراقيل أمام مباردة رئيس الجمهورية، اشار سكرية الى أن "الرئيس المكلف هو من "يسكر الطريق" عبر رفضه الاعتراف بقوى أخرى في الطائفة السنية".

وأكد أن "المبادرة الرئاسية لم تفشل وهي مستمرة، وأن فخامة الرئيس قد يطرح طروحات معينة، كما هناك غيره كرئيس مجلس النواب وقوى سياسية أخرى في البلد عليها أن تقول كلمتها وتدافع عن الحق".

سئل: هل تحل المشكلة في حال تم تصغير الحكومة على ان تصبح مؤلفة من 18 وزيرا؟

أجاب: "في هذه الحال، كم سيكون عدد الوزراء السنة؟ سيحصلون على أربعة ومن بين هؤلاء الاربعة يجب أن يمثل اللقاء التشاوري بوزير، ونحن نصر على موقفنا ولن نلغي انفسنا".

سئل: هل قدم الرئيس عون طرحا بأن يكون أحد نواب اللقاء التشاوري من حصته؟ أو أن يسمي اللقاء وزيرا من حصته؟

أجاب: "كلا لم يقدم هذا الطرح. لقد استمع فخامة الرئيس الى رأينا وهو مستمر في المبادرة ونحن معه ليتابع تواصله بهدف الوصول الى حلول".