جمهور الحكمة لم ينقسم بالأمس ولن ينقسم اليوم!

نمر جبر

لم يأتِ قرار إقامة مباراة #الحكمة بيروت وأطلس الفرزل في المرحلة الخامسة من ذهاب "دوري ألفا" لكرة السلة لنوادي الدرجة الأولى للرجال التي جرت الأحد على ملعب نادي غزير من دون جمهور وخلف أبواب موصده من العدم، بل بناء على معطيات توافرت لدى كل الأطراف المعنية في النادي بأن هناك من يريد استخدام الجمهور لغايات شخصية، وأن أمراً ما يتحضر لإثارة الشغب وافتعال المشاكل.

التزام الجمهور بقرار الاتحاد وعدم حضوره إلى الملعب للدخول بالقوة كما حرض البعض قبل أيام من موعد المباراة، تارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتارة أخرى من خلال اتصالات من الخارج، أثبت مرة جديدة أن جمهور الحكمة ليس "منقسماً" بل متماسك رغم قلة قليلة أصرت على الحضور لإظهار صورة لا تشبه صورة جمهور الحكمة الحقيقية الذي يعشق فريقه ويدعمه في الأزمات والمحن وفي الضراء قبل السراء.

في الوقائع ما حصل على مدخل ملعب غزير طرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب التي دفعت مجموعة من الجمهور (لا يتجاوز عددها 15 شخصاً) يرتدي عناصرها السترات الخضراء ويحملون صفة "رابطة الجمهور" إلى إثارة الشغب وافتعال المشاكل ومحاولة اقتحام الملعب عنوة والتفوّه بعبارات نابية وبشتائم ضد الاتحاد ورئيسه أكرم حلبي وعناصر في لجنة الملاعب وبعض الإعلاميين؟!

أليس من صلب مهام رابطة الجمهور ومن مسؤوليتها ضبط الجمهور ومنع إثارة الشغب وتأجيج المشاكل؟! وفي ظل قرار اتحادي بمنع دخول الجمهور إلى الملعب، لماذا حضر بعض عناصر الرابطة؟ ولأية أهداف؟! وفي غياب الجمهور عن المدرجات ما هو دور الرابطة؟!

ولماذا، عندما اصطدمت وساطاتهم لدى أكثر من مرجع بتمسك رئيس الاتحاد أكرم حلبي (لم يرضخ للضغوط من جهات كثيرة وامتنع عن الرد على اتصالات من مرجعيات حاولت اقناعه بإدخالهم إلى الملعب) بتطبيق القانون وتنفيذ القرار الاتحادي الذي صدر بناء على كتاب رسمي من إدارة النادي التي تتولى تصريف الأعمال (الكتاب موقع من الرئيس السابق سامي برباري والأمين العام السابق المحامي ميشال الخوري)، وبرغبة معلنة وغير معلنة من جميع الأطراف في النادي، لم يغادروا؟

من دفعهم إلى الإصرار على الدخول عنوة ومحاولة اقتحام مدخل ملعب غزير بالقوة؟! وهل الاعتداء على كرامات الناس وشتم أعراضهم وانتهاك حرمة الموتى من صلب مهامها؟ وهل التعليمات التي أتت من خارج الحدود، كما نقل عن بعضهم، دعت إلى افتعال المشاكل بدل التعقل وعدم التهور؟

هذه التصرفات ستستدعي موقفاً حاسماً وحازماً من اللجنة الإدارية للاتحاد اللبناني لكرة السلة، كما نقل عن مصدر اتحادي طلب عدم ذكر اسمه، خصوصاً أن الاتحاد بات يملك كل المعطيات ولديه الأسماء الموثقة بصور وفيديوات عن المتورطين في أعمال الشغب، وهو لن يتردد في اتخاذ عقوبات قاسية بحقهم وبحق محرضيهم قد تصل إلى منعهم من دخول الملاعب فترة طويلة. ولم يستبعد المصدر أن يلجأ الاتحاد إلى القضاء لتقديم شكوى ضد هؤلاء لمحاولتهم اقتحام الملعب بالقوة وعدم الامتثال لقرارات الاتحاد.

وما حصل الأحد أمام مدخل نادي غزير يشبه إلى حد كبير ما حصل في المؤتمر الصحافي "المسرحية" الذي عقدته إدارة الحكمة قبل أسابيع في مقر النادي، وفي الحالتين استخدمت كل أساليب الترهيب بإيعاز من "ملهم الجمهور ومرشده" ولكن في المرتين لم تتحقق الأهداف المرجوة.

جمهور الحكمة لم ينقسم بالأمس، ولن ينقسم اليوم، وهو تحمل ظروفاً أصعب ولم ييأس أو يستسلم. وحب الحكمة الذي تتوارثه الأجيال منذ عقود لن يتوقف طالما بقيت الحكمة وبقي الحكماويون.