الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

وليد جنبلاط بين المواسم والحقائق

وائل ضو
Bookmark
A+ A-
لطالما تغنّى بلد الأرز لبنان، بعمقِ وعبقِ حضارته المتراكمة عبر حركة التاريخ لآلاف السنين. فها أرزةٌ تتربع على قمة جبل الباروك، وقد ناهزت سنيّها الثلاثة آلاف، تُحفّز ذاكرتنا على توأمة الحاضر بالماضي البعيد. وها في بعلبك أعمدةٌ شامخة شيّدها الرومان معابد لا تزال تحفظ إرثها العميق بحضورٍ وتألقٍ لافتين. وها قلاعٌ صامدة بكل جرأة ووفاء وامتنان لمن شيّدها، تمتدُ عبر الساحل اللبناني من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله، تحاذي البحر وتحاكي حركة أمواجه التي لا تكل ولا تتعب أو تيأس. هذا غيضٌ من فيض لبنان الثابت الذي عايشناه ونعايشه متمسكاً بأمجاد ماضيه، حاملاً إرثه جيلاً بعد جيل، وفياً مخلصاً لمن كان سبب وعلّة وجوده...لم يمتثل اللبناني يوماً إلى هذه "الجوامد"، ولم تكن له مثالاً يحتذى، ولم يقتبس منها فعلاً، ولم يأخذ عبرة من وفائها والتزامها وإصرارها عبر السنين على استحضار من تكبّد عناء وجودها. اللبناني ابن الفصول، متقلّبٌ مثلها، فلا تعنيه الأرزة العتيقة الشامخة والوفية برسالتها، بل تجذبه نباتات موسمية مارقة وطيور مهاجرة، فلا ذكرى راسخة يحملها معه من موسمٍ إلى آخر.لن أرهِقَ ذاكرةً بإيقاظها على فعلٍ مضت عليه عقودٌ من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم