الأمم المتحدة: أكثر من 150 امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب في جنوب السودان


تقدّمت أكثر من 150 امرأة وفتاة لطلب المساعدة في الأيّام الـ12 الأخيرة في #جنوب_السودان بعد تعرّضهن للاغتصاب أو لأشكال أخرى من العنف الجنسي، وفق ما أفاد ثلاثة رؤساء لوكالات تابعة للأمم المتّحدة.

وقال بيان مشترك وقّعته رئيسة وكالة اليونيسف ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك ومديرة صندوق الأمم المتحدة للسكان ناتاليا كانيم، إنّ مسلّحين يرتدي العديد منهم بزات الجيش قاموا بالاعتداءات قرب مدينة بانتيو الشمالية.

ودانت الوكالات الثلاث "هذه الهجمات المقيتة" وطالبت سلطات جنوب السودان بضمان مثول المرتكبين أمام العدالة.

وذكرت منظمة "أطباء بلا حدود" الاسبوع الماضي أن 125 امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب خلال توجههن الى مراكز لتوزيع المساعدات الغذائية أنشأتها منظمات إنسانية دولية في جنوب السودان الغارق في الحرب، والذي شهد منذ عام 2013 مستويات غير مسبوقة من العنف الجنسي.

ففي النصف الأول من عام 2018 تم الإبلاغ عن 2300 حادثة، الغالبية الساحقة منها استهدفت نساءً وفتيات. وأكثر من 20 بالمئة من الضحايا كانوا من الأطفال، وفق بيان الأمم المتحدة.

وأشارت الوكالات الثلاث إلى أنّ العدد الحقيقي لحالات الاغتصاب أعلى بكثير، لأنّ معظم الحوادث لا يتم الإبلاغ عنه.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنّه بالإضافة إلى الاغتصاب، فإنّ العديد من الضحايا "تعرّضن للجلد والضرب بهراوات وأعقاب بنادق"، وسُلِبن مقتنياتهنّ البائسة بما فيها الملابس والأحذية وبعض الأموال وبطاقات التموين التي تسمح لهن بتسلّم مساعدات.

وقالت روث أوكيللو التي تعمل قابلة قانونية في المنظّمة "بعد أكثر من ثلاث سنوات من العمل في جنوب السودان، لم أشهد مثل هذه الزيادة الكبيرة من الناجيات من العنف الجنسي في مراكزنا التي تسعى إلى تقديم العناية الطبّية".

وقال مكتب الأمين العام للأمم المتّحدة في بيان إنّ أنطونيو غوتيريس "يُدين بشدّة الاعتداءات الجنسيّة الوحشيّة" الأخيرة التي ارتُكبت في جنوب السودان.

وأضاف "على الرغم من التزامات قادة هذا البلد بوقف الأعمال الحربيّة وإحياء خطّة السلام، إلّا أنّ الوضع الأمني بالنسبة إلى المدنيّين يبقى كارثيًا، بخاصّةٍ للنساء والأطفال".

وإذ أشار إلى استخدام العنف الجنسي بوصفه "تكتيك حرب" متكرّر في جنوب السودان، شدّد غوتيريش على أنّ "السّلوك الوحشي ضدّ (الفئات) الأكثر ضعفًا غير مقبول".

وتابع البيان "يحضّ الأمين العام زعماء جميع أطراف النزاع (...) على معارضة إفلات هذه الجرائم من العقاب، من خلال التحقيقات وملاحقة مرتكبيها قضائيًا".