سامي ورامي... "سِلفي" واعتذار!

سامي ورامي تلميذان في الصف السادس أساسي.

سامي محبوب من رفاقه، خصوصاً الفتيات. ويعتبر أن امتلاكه هاتفاً ذكياً حديثاً ومعرفته بمواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك وسناب شات) وحصوله على الاعجابات والتعليقات مصدر شهرته، وعندما يسير بين رفاقه يحاول دائماً التقاط الصور، ويعطي أهمية لصديق ما بالتقاط صورة "سِلفي" معه، فهو ينقل حياته الشخصية الى رفاقه عبر التطبيقات.

بينما رامي طفل قصير البنية ويعاني مشكلة البدانة الزائدة، ما يجعله عرضةً للسخرية من رفاقه، خصوصاً من سامي، لكنه مجتهد في دراسته.

في حصة الرياضة، العاشرة صباحاً، قرر الأستاذ السماح للتلامذة بتأليف فريقي كرة القدم.

- سامي: من ينضم الى فريقي؟

اجتمع المحبون حول سامي وبدأ بالتقاط صور "سِلفي" معهم. وتردد رامي في اختيار فريقه، فاكتمل الفريق الثاني.

- سامي: انضم إلينا يا رامي، فأنت كالبرميل وسأضعك حارس مرمى كي تسدّ الكرات ببطنك.

تحوّلت جلسة تصوير "السِلفي" إلى جلسة ضحك وسخرية من رامي.

- رامي: لكني لا أحب الوقوف حارساً حراسة المرمى، أريد أن ألعب في الهجوم.

- سامي: في الهجوم؟ ههههه

التقط سامي هاتفه وفتح "انستا ستوري" وبدأ التصوير: انظروا إلى هذا الطبل اسمه رامي ويريد أن يلعب في الهجوم.

- ويكمل أمام رفاقه: مين بدكم بالهجوم؟

- يردّون: سامي... سامي...

شعر رامي بالحرج والخوف، فخرج من الملعب منحني الرأس وراخي الكتفين.

بدأت المباراة من دونه، وسجل الفريق الآخر 3 أهداف في فريق سامي، مقابل تسجيل هدفين للأخير.

- رامي يتحدث مع نفسه: لو كنت في الهجوم لحققت لهم الربح.

- حضر أستاذ الرياضة: لماذا أنت في الخارج يا رامي؟

- رامي: لأني لا أنفع في لعب الهجوم وأنا سمين جداً وقد أساهم في خسارة فريقي.

- الأستاذ: من قال لك ذلك؟

- رامي: لا أحد.

في الأثناء، كانت المبارة قد بلغت نهاياتها، ووقع سامي وأصيب في ركبته، فما كان من الأستاذ إلا أن طلب من رامي الدخول واللعب مكان سامي.

- رامي: أنا استاذ؟ أنا مكان سامي في الهجوم؟

- الأستاذ: نعم ولِمَ لا، قم أكمل المباراة يحتاجون لاعباً.

دخل رامي وبدأ فريق سامي بالسخرية منه، لكن رامي مدّ يده لسامي ليعاونه في الخروج من الملعب.

لم يكن سامي ورفاقه يدركون أن رامي يتمتع برجل قوية قادرة على تنفيذ ضربات حرة عن بعد.

وصلت الكرة إلى رامي، فكان سيره بطيئاً، اقترب منه أحد لاعبي الفريق الآخر وأوقعه، فضحك الجميع عليه.

- رامي: اسمحوا لي بأن أسدِّد الضربة الحرة

- سامي من الخارج يصرخ: اتركوه سأصورها كي يضحك عليه الجميع في "فايسبوك".

وضع رامي الكرة في موقعها خارج منطقة جزاء الفريق الآخر، ولم يتطلب الأمر سوى بضع خطوات إلى الوراء وسدّد ضربته، مسجلاً هدف التعادل.

- رامي: سامي لقد تعادلنا... لقد تعادلنا.

كان سامي مندهشاً مما حصل، فلم يستطع إلا أن يبادله الفرحة.

أدرك سامي حينها أن رامي يتمتع بمهارات كبيرة في كرة القدم، فقرر مع الفريق وضع اسمه اساسياً في المباريات المقبلة لتصبح التشكيلة بمهاجمين سامي ورامي.

اعتذر سامي من رامي أمام الجميع على تصرفاته المسيئة السابقة في حق زميله، مدركاً بشاعة ما كان يفعله ومعنى الاحترام وأهميته.