قرار إنقاذ الكوكب بأيدينا

خلق اللّه الكون، وما كوكب الأرض ومن فيه إلا دليل على عظمته وطريق لمعرفته. لعلّ أكبر تحدٍّ يواجه الإنسان على هذا الكوكب هو ظاهرة التغيّر المناخيّ. فما هي هذه الظّاهرة وأسبابها ونتائجها، وهل الإنسان قادر على تقديم الحلول؟

تغيّر المناخ هو التغيّر الملموس وطويل الأثر الذي يطرأ على معدّل حالة الطّقس لمنطقة ما. وقد تبيّن أنّ المجتمع البشريّ هو المساهم الأوّل والمسبّب الأساس لظاهرة تغيّر المناخ، فالحاجة إلى التطوّر وازدياد الطّلب على السّلع، ساهما بقيام ثورة صناعيّة تمثّلت في حرق كميّات هائلة من الوقود كالنفط والغاز، مما أنتج كميّات كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون والميثان وغيرهما، وشكّل طبقة غير مرئيّة حبست الحرارة المنبعثة من الشّمس، وأدّى ذلك إلى ارتفاع درجة حرارتها، وهو ما بات يُعرف بظاهرة الاحتباس الحراريّ.

للغابات المطيرة دورها في المحافظة على توازن الكوكب، فهي تمتص ثاني أوكسيد الكربون لتُطلق الأوكسجين إلى الهواء. وعندما يقطع الناس الأشجار بهدف صنع الخشب وزيت النّخيل وإقامة الطّرق والمباني، فذلك يؤدّي إلى اختلال التّوازن الطّبيعي، وتزداد الغازات الدّفينة في الهواء.

ما آثار التغيير المناخيّ على كوكبنا؟

أبرز هذه الآثار يكمن في تغيير معدّل هطول الأمطار. فقد أظهرت عمليّات الرصد أنّ الهطول ازداد في مناطق خطوط العرض الوسطى لنصف الكرة الشّمالي، بينما تقلّص في مناطق أخرى. كما أدّت التغيّرات في الفصول إلى تغيّرات في سلوك أصناف الحيوانات، فأصبحنا نرى الفراشات في وقت مبكر في السّنة، وحوّلت الطيور في أنماط هجرتها. وبدأ الجليد في القطب الشماليّ بالذوبان، فارتفع مستوى سطح البحر بأكثر من عشرين سنتيمترًا في السنوات الماضية.

النتائج

من النتائج المترتبّة على هذه الآثار حدوث ثقب في طبقة الأوزون التي هي أساس حماية الكوكب من الأشعّة ما فوق البنفسجيّة القاتلة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ موجات الجفاف والتّصحّر بدأت تغزو الكثير من المناطق، فتحوّلها مستحيلة العيش. الكثير من الحيوانات والكائنات الحيّة لن تستطيع الصمود طويلًا وستنقرض من الوجود.

الحلول

لا بدّ من حلول لهذه الظّاهرة.

أولاً، التّخفيف من الاعتماد على النفط، واستبدال وسائل الطّاقة المتجدّدة كالشّمس والرّياح والمياه به.

ثانياً، التشجير لزيادة مساحة الغابات.

ثالثاً: التّقليل من التلوّث البيئيّ والحدّ من ظاهرة تكدّس النّفايات باستعمال الفرز وإعادة التّدوير.

رابعاً: بثّ الوعي لأهميّة الظاهرة ونتائجها السّلبيّة على الأرض والبشريّة.

أخيراً، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ سلوك المجتمع البشريّ هو نقطة الفصل في محاربة ظاهرة التغيّر المناخيّ. لكلٍّ منّا دوره، فإمّا أن نكون يداً واحدة لمستقبل واعد، وإمّا أن نتخلّى عن أدوارنا فيقوم الآخرون برسمها نيابة عنّا. القرار بأيدينا.

زينب رحمة

ثانويّة البتول