تلامذة "الليسه" استقبلوا سارة بيضون... تجربة رائعة لنشر المحبة

التفاعل جميل جداً. تلامذة من مدرسة "الليسه الفرنسية" في الأشرفية يرسمون ويكتبون ويتكلمون عن المحبة وتقبل الآخر المختلف ومساعدته.

التلامذة برفقة المعلمة يرحبون بحرارة بالسيدة سارة بيضون، صاحبة شركة Sarah's Bag لتصنيع الحقائب. هذه المرة، تختار سارة موضوع التوحد لتخبر التلامذة أكثر عنه انطلاقاً من تجربتها الشخصية، وتحيك مما رسموا وكتبوه ولوّنوه حقائب سيعود ريعها لمساعدة الآخرين من خلال جمعية OpenMinds.

في السابق، لم يُخيَّل لأحد أن يأخذ بحث جامعي حول النساء المعنفات اتجاهاً آخر. ستة أشهر من التعامل مع السجينات في دار الأمل، كانت كفيلة لتغيير مجرى العمل، بحيث أثمر حصاد "تطريز" الحقائب النسائية إنتاجاً حاكته كل سجينة بين سجني بعبدا وطرابلس بوجع وإصرار.

150 سيدة تسلمن عملهن اليدوي وينتظرن إنجازه بفارغ الصبر لقاء مردود مالي يكسبن به عيشهن ويستفدن منه للخروج من ظلمتهن. هكذا، وضعت شركة Sarah's Bag الحجر الأساس في انطلاقتها عام 2000 لتصنيع الحقائب بأسلوب يجمع أناقة الحاضر وأصالة الماضي. كبرت الفكرة على مدار ثمانية عشر عاماً بإصرار صاحبتها سارة بيضون أن "الإبرة هي سلاح يغيّر نظرة المجتمع للنساء الخارجات من السجن، من امرأة مهمّشة الى منتجة، من سيدة تثير الذعر إلى عضو فعال في مجتمعها".

حقيبة تساهم فيها أفكار الطلاب


ومن تجربة نسائية إلى تجربة شخصية، دفعت بصاحبة مؤسسة Sarah's Bag الى أن تتعاون مع طلاب السبعة أعوام على صناعة حقيبة من رسوم أنجزها الأطفال حول كيفية اندماج الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة في المجتمع. يعود ريعها إلى جمعية OpenMinds التي تعنى بالاهتمام بأطفال من ذوي الحاجات الخاصة من خلال تأمين احتياجاتهم للتعلم، الطبابة والقيام بأبحاث لمعرفة ما يحتاجون ليكونوا جزءاً من المجتمع، فـ"%10 من الأولاد لديهم احتياجات خاصة، وما فينا ننكر هالـ%10"، على حدّ قولها.

التفاعل مع الطلاب


ونجحت بيضون في إحداث تفاعل بينها وبين طلاب الصف الذي زارته في مدرسة "الليسه" في الأشرفية، إذ تحوّل معها تلامذة الصف خلية عمل يستخدمون ألواناً تعكس جوانب هذه القضية بخطوط تملؤها الحياة. وكذلك، استعانت من خلال تجربتها مع ولدها الذي يعاني مرض التوحد لإيصال فكرة الاندماج لهم، عبر الطرق التي تستخدمها لكي يتصرف ابنها براحة وثقة ضمن محيطه، مشيرةً إلى وجود حاجة ماسة إلى التوعية حول الموضوع، لكي يؤثر باتجاهين: تقبّل المجتمع لهم، وتقبّل الأولاد لهذا المجتمع.



"التغيير يبدأ من التعليم، فهو الطريقة الوحيدة لتغيير المنظومة الثقافية السائدة في مجتمعنا"، هكذا أكّدت بيضون أهمية المعرفة أكثر حول هذا الموضوع لكي يسهل التعامل بين الجميع، ويغير من نظرة الآخرين لهم، إضافة إلى أنّ صعوبة عملية القيام بالدمج"تقف عند إيمان المدارس بضرورة وجود وحدة للحاجات الخاصة تساعد على انخراط الطلاب في ما بينهم، والعمل بدأ مع 20 مدرسة حول هذه المسألة". هذا ويستمر العمل ليتخذ نطاقاً أوسع من الملعب في المدرسة، إلى التواجد في المطعم وصولاً إلى روح التقبل له في جوانب الحياة كافة.


قصة أمل روتها سارة للطلاب: 

تدور أحداث هذه القصة في إحدى المدارس، حيث يتشارك الأخوة في مقاعد الدراسة منذ الصغر. في أحد الأيام، اكتشف الأهل أن ولدهم البكر يعاني مرض التوحد ويحتاج إلى طريقة تعامل مختلفة. بدأ تعاون أفراد العائلة معاً، تبدلت أدوار الأشقاء، وأصبح الصغير مسؤولاً عن الكبير في المدرسة. حين يتعامل رفاقه بشكل غير صحيح، يتدخل الفتى الصغير ليشرح حالة أخيه وأسلوب التعامل معه. لم تكن فكرة تقبله بين رفاقه سهلة، إلا أنهم عندما حاولوا تبديل تعاطيهم لاحظوا الفرق ومدى اندماجه بينهم من دون عدوانية. وبدأوا تقبله بينهم.

إنّ الدعم والمساعدة وسيلة من أجل الاندماج في المجتمع، هذا الدور لا يقتصر على أفراد العائلة بل يتعداه إلى مسؤولية المجتمع ككل، لأن كل فرد منا يحتاج إلى مساعدة ولو بطريقة مختلفة.

-تصنيع الحقيبة بدأ بعد الاستماع الى أفكار الطلاب وبوحي مما رسموا وعبّروا عنه.