هل فكّر اكرم حلبي جديا في الاستقالة؟!

نمر جبر

فكرة الاستقالة تراودني كل يوم". بهذه العبارة رد رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة اكرم حلبي على سؤال، خلال لقائه الاعلاميين مساء الاربعاء الماضي، حول احتمال استقالته من منصبه لأسباب كثيرة اهمها "قلة الوفاء" من البعض و"الاجحاف" من البعض الآخر.

يدرك حلبي جيدا ان مهمته في قيادة اللعبة الاكثر شعبية والاكثر انتشارا والاكثر متابعة في لبنان ليست سهلة، وان "كرة النار" التي تلقفها في 28 تموز الماضي يمكنها ان تحرق كل من يقف في طريقها.

فقبل 28 تموز كانت الديون المتراكمة تناهز 2،5 مليون دولار، والنقل التلفزيوني للمباريات "يحتضر"، وعدد الاندية القادرة على "الصمود" في دوري الدرجة الاولى تقلص، وبطولات الدرجات غارقة في التلاعب والتركيبات وكلفها المادية ترهق خزينة الاتحاد، وبطولات الفئات العمرية مهملة وغائبة حتى لا نقول مغيبة، والثقة شبه معدومة بين الحكام والاتحاد من جهة، وبين النوادي والحكام من جهة ثانية، والهدر والاهمال والفلتان على غاربه في اللجان وعلى رأسها لجنة الملاعب، اضافة الى الكثير من الملفات التي لم يكن احد يجرؤ على مقاربتها، ورغم كل ذلك لم يتردد حلبي في التقاط الكرة وقبول التحدي والانطلاق بمشروعه الإنقاذي.

لا شك ان الاصلاحات التي انجزت في بعض الملفات كبيرة وغير مسبوقة، ورغم انها احدثت نقلة نوعية تبقى غير كافية، فاللعبة بحاجة الى "نفس" جديد وطريقة عمل مختلفة وهذا ما يحاول حلبي فعله، لكنه عند كل تغيير كان يصطدم بأصحاب المصالح والمحسوبيات والمنفعة الخاصة، الذين لا يكترثون للعبة بل يتطلعون للحفاظ على مكاسبهم وامتيازاتهم الشخصية ولو على حساب تدمير كرة السلة!

لم يفلح حلبي في لقائه مع الاعلاميين مساء الاربعاء الماضي في مقر انطوان شويري في جل الديب، بعد اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد كرة السلة، رغم صلابته وعزمه واصراره على عدم التراجع، من اخفاء اللوم والعتب في نبرة صوته، فهو كان ينتظر كلمة شكر ودعم من محبي كرة السلة على الجهود التي بذلها لتجنيب اللعبة مشاكل وصعوبات كبيرة، بدل الشتائم والكلام النابي والاهانات الشخصية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

لم يعد خافيا على احد ان حلبي لم ولن يكون في منأى من المتضررين من الاصلاحات والتغييرات التي تطال اللعبة خصوصا اولئك الذين اعتادوا على مدى سنوات التحكم عن بعد وعبر "ريموت كونترول" بالاتحاد بفرض قرارات او تعطيل بعضها او حتى منع حصول نصاب قانوني. لقد ولى زمنهم الى غير رجعة!!

هل يئس حلبي او تعب او قرف؟ من يعرف حلبي عن قرب، وهم قلة، يعرفون انه عنيد لا يستسلم بسهولة، ومن واكبه منذ اعلان ترشحه لرئاسة الاتحاد في العام 2016 يدرك جيدا ان لديه خطة واضحة يسير بها ولن يحيد عنها مهما كبرت الصعاب او تفاقمت المشاكل، وهو اضافة الى العناية التي يوليها لمختلف الملفات وابرزها ملف الاندية الوهمية التي تشكل عبئا على الجمعية العمومية، بات يملك لائحة بأسماء الفاسدين الذين دمروا اللعبة واثقلوها بمصالحهم الشخصية مدعمة بالوثائق والمستندات، وهو يتحين الفرصة للانقضاض عليهم في الوقت المناسب ومحاسبتهم وفق القوانين المرعية الاجراء ومنعم من مزاولة العمل الرياضي من كل جوانبه بعدما أصبحت ملفاتهم منجزة.

صحيح ان ما انجز منذ 28 تموز الماضي لن تظهر نتائجه الايجابية والعملية فورا لكن ارتداداته الايجابية بدأت تنعكس على كل القطاعات في الاتحاد خصوصا في العلاقة بين الاتحاد وغالبية النوادي التي لم يعد يحكمها سوى القانون، بعيدا عن العلاقات الشخصية والصداقات التي تربط حلبي مع عدد كبير من ادارات النوادي في مختلف الدرجات.