شتاء ثقيل على المزارعين (صور)

يكافح المزارعون ساحلاً وجرداً للحفاظ على أرزاقهم ولقمة عيشهم التي يأكلونها بعرق جبينهم، ولكن كيف يأكلون ويشربون ويتداوون ويعلمون ويعمرون البيوت، اذا كانت مواسمهم من كساد إلى كساد، وانتاجهم من دون تسويق، لهذا عمد كثيرون منهم إلى ترك رزقهم على أمه تفادياً لأكلاف القطاف، والنقل والتبريد، وها هو التفاح في منتصف تشرين الثاني إما طريح الارض في الحقول، وإما صامد على امه ينتظر نسمة هواء ليخر صريعاً على الارض، وهي المرة الاولى التي ينجز فيها العديد من مزارعي الجرد اعمال التقليم والاشجار ما زالت تحمل الثمار.

وليست المسألة حكراً على التفاح فقط، فالكاكي او الخرما سلم عليه ولا يزال معلقاً على امه كما حصل مع الإجاص والثمار الاخرى.

حتى الصبار بات مآكل الطيور المفضل بعدما ترك لمصيره الشائك على امه.

اما الزيتون الذي هو في أوج موسمه فلا يعرف المزارعون كيف سيكون حاله، وهل سيبيعون الزيت والكبيس ام إنهم كما يفعلون منذ سنوات يطبخون الموسم الاقدم صابونا لاستعمال البراميل لتخزين الموسم الجديد.

هي كارثة حقيقية على ابواب الشتاء تدق ابواب من كان الى الامس "سلطاناً مخفياً كونه فلاحاً مكفياً".

الياس حنا قال: "من المواسم علّمنا وعمّرنا البيوت وطببنا واشترينا ما نحتاج وصمّدنا الفائض لدينا للايام السوداء، لكن هذه الايام طالت كثيرا وامتدت لسنوات، فصرفنا كل مدخراتنا واليوم نصرف من اللحم الحي، حاليا عرضنا اراضينا للبيع لتأمين لقمة العيش وغداً ماذا نفعل"؟

سؤال يقض مضاجع المزارعين كلهم كما يقول يوسف سعد ويضيف: "ايام الحرب كنا في وضع افضل بكثير من اليوم، نحن الان على حافة الفقر المدقع ولامن ينقذنا ويساعدنا في تصريف مواسمنا".

صرخة زراعية لا تجد لها آذاناً صاغية والمزارعون يبقون لا حول لهم ولا قوة.