إيلي صعب في قصر الصنوبر: رمزية المكان لحدث عالمي وبيروت نقطة البداية

كان لعشاق الموضة محطة في قصر الصنوبر ضمن احتفال استثنائي عُرِضَت فيه باقة من أزياء الكوتور الصيفية للمصمّم العالمي ايلي صعب الذي ارتأى عرض عشرين تصميماً من مجموعة صيف 2018، حرص على اختيارها بنفسه انسجاماً مع الحدث ومع رمزية المكان الذي عرضت فيه.

رمزية القصر الفرنسي أضفت طابعاً مميزاً على الحدث الذي استضافه السّفير الفرنسي برونو فوشيه، برحابة صدر. فالحدث الخيري الذي نظّمته شركة "GCL Privé"، برئاسة دنيس مولر وحضوره، توج التلاقي ما بين الحضارتين الفرنسية واللبنانية بعد 19 عاماً من اعادة افتتاح القصر. فماذا قال دنيس مولر عن تنظيم عرض ايلي صعب للهوت كوتور في قصر الصنوبر؟

يقول مولر: "شكّل هذا الحدث علامة فارقة، فشركة "GCL Privé" نفسها عادت مجدداً إلى قصر الصّنوبر بعد غياب 19 عاماً لتشرف على هذا الحدث. ففي عام 1999، أقامت الشّركة احتفالاً لدى إعادة افتتاح القصر الشّهير التّابع للسّفارة الفرنسيّة بعد نهاية الحرب الأهليّة اللّبنانيّة؛ وتعاونّا آنذاك مع دور عريقة مثل كريستيان ديور، وكريستيان لاكروا، وإيمانويل أونغارو، وجان بول غوتييه وتيري موغلر، حيث عَرَضَ فيه كلّ مصمّم آنذاك 12 قطعة من مجموعته لربيع وصيف 1999.

سألنا دنيس عما تميز الاحتفال؟ فقال: "لتتويج هذه الذكرى، نظمنا عشاء استثنائيّاً من تحضير سيمون زانوني، الشيف الحائز على نجمة ميشلان من فندق فور سيزونز جورج الخامس، باريس. وأقيم أيضاً مزاد صامت للتبرّع بالأموال، لمصلحة اليونيسيف، وحمل الحدث عنوان الطفولة، وقدمت دار باولو بونجا مجوهرات ألماسية يعود ريعها للهدف عينه.

حمل الحدث عنوان الإبداع، أو ثقافة التّميّز (La Création, ou la Culture de l'Excellence)، وتميز برقيه من خلال لمسة فنية وإنسانية في قصر له رمزيته بالنسبة إلى البلدين معاً. وعرض إيلي صعب إبداعاته في قلب المنزل الدّائم للسّفير الفرنسي في لبنان. وقد شكّلت هذه الأمسية الأنيقة حدثاً مميزاً مع قائمة الطّعام التي أعدّها خصّيصًا الشيف زانوني، ولا ننسى تنسيق الطاولات من زهور وأدوات فضية وإنارة كريستالية متوهّجة جرى استقدامها من ماركات راقية مثل كريستوفل وبكارا، فأضفت ديكوراً خرافياً لليلة لا تنسى من ليالي بيروت.

كيف تعرّفت الى بيروت؟

في كل مرة أنظم حدثاً، أحرص على زيارة البلد قبل عام والعيش فيه لاختبار عاداته ونبضه وسحر تقاليده، إذ لا يمكن تنظيم حدث من دون اختبار الحياة في مكانه، فلكل بلد نكهته ولكل مناسبة طابعها ومحورها، وهذا ما يميز الحوادث التي نتكفّل بتنظيمها. أعرف لبنان منذ عام 1999 وعندما قررنا تنظيم الحدث، عدت لأزوره فأعرف ما فاتني سابقاً.

يتعامل مولر مع أسماء كبيرة مثل كريستيان ديور، وجان بول غولتييه، وتيري موغلر، وفالنتينو ويُعرف عنه اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة التي تميز الحدث.

وعن لبنان، يقول: "لقد تسنّى لي في الفترة الماضية التي كنت أزور فيها لبنان مقابلة العديد من أصحاب دور المجوهرات الذين تحدّثوا عن معاناتهم من الوضع الاقتصادي الصعب. أود المساعدة في تحريك عجلة الاقتصاد قليلاً عبر تنظيم نشاطات تستقطب شخصيات عربية لتستعيد بيروت تألقها الماضي، ومنها ما يجري تنظيمه لعشّاق صناعة الساعات الراقية في لبنان في 2019، في حدث يجمع هواة الساعات المعقدة ودور الأزياء اللّبنانيّة. كما نحن بصدد مناقشة استضافة عروض أزياء لمصممين لبنانيين في دول مختلفة في أنحاء العالم، ولدينا اهتمام بالجيل الجديد من المصممين اللبنانيين، إذ ننظم نشاطات للمجوهرات الراقية في روسيا، والصين، والولايات المتّحدة وغيرها، وندرس إمكان إشراك المبدعين اللبنانيين فيها.