هوليوود العتيقة: كاثرين هيبورن المتمرّدة التي انحنت عشقاً لتريسي!

نأت بنفسها عن هوليوود بسوارها الزائف، ونادراً ما خرجت من منزلها لتختلط مع المشاهير الذين رسموا معها الخطوط البارزة للحقبة الذهبيّة في "أرض الأوهام".

كان همّها أن تعيش حياة أقل ما يُقال فيها أنها عاديّة، خالية من "قال وقيل" الصُحف الشعبيّة التي لاحقتها حتى آخر يوم من حياتها الزاخرة بالاستقلال والتمرّد وتلك اللامبالاة الساحرة التي جعلتها نجمة لأكثر من 60 عاماً.

كانت ترتدي الثياب غير الرسميّة، والألوان التُرابيّة الباهتة في عصر الـGlamour والأزياء البرّاقة. ولكنها كانت تختار فستاناً أو آخر عندما كان سبينسير ترايسي يريد أن يزور الأصدقاء أو "طلع ع بالو" أن يتعشى في مطعم حميم.




كانت تعرف جيداً أنه كان يرفض الخروج معها إذا لم ترتدِ الأزياء التي توحي بالأنوثة. وكانت هي بطبيعة الحال لا ترفض له أي طلب. وعندما كانت صديقتها الحميمة، النجمة الراحلة لورين باكول تضحك عندما ترى الأزياء الأنثوية التي إختارتها صديقتها المُتمرّدة الطيّبة القلب لأمسية أو أخرى، كانت الأخيرة ترفع كتفيها مستسلمة لتقول بمرح : "سبينس (إسم الدلع) أراد ذلك!".




وكانت تسخر من أهل الصحافة وترفض إلحاحهم المزعج لجواب عن هذا السؤال وتوضيح حول ذاك الالتباس.

"انتظروا موتي. عندئذٍ يمكنكم أن تكتبوا ما شاء لكم من الأكاذيب".

وهم بدورهم كانوا يُطلقون عليها الألقاب المشينة، أبرزها: "كاثرين المغرورة...كاثرين المتعجرفة".

لم تتناول العشاء في المطاعم، بل كانت تفضّل البقاء في المنزل واستقبال بعض الأصدقاء ليأكلوا معاً في تمام السادسة والنصف مساءً.




عشقت المطبخ وكانت تحضّر أشهى الأطباق، لاسيما للرجل الذي عاشت معه أجمل قصّة حب طوال 26 عاماً، وإنحنت له عشقاً وإحتراماً على الرغم من إدمانه الكحول وإستعماله العنف معها أحياناً.





لم تهتم بالنميمة والإشاعات.

تمحورت أحاديثها حول المسائل الكبرى والقضايا الوطنيّة الملحّة..."التفاهات لا تعنيني"!

في أيامها الأخيرة، إعترفت للمقربين منها بأنها ندمت لأنها لم توظف طاقتها كاملة لتُنجز الأمور الكبيرة التي لا علاقة لها بفقاعة الأوهام، هوليوود، والتي كانت ستفيد المجتمع ومن هم أقلية: "كان بإمكاني أن أنجز الكثير!".




4 جوائز أوسكار، نجوميّة إستثنائيّة لم تتمكّن الأيام من أن تلغي بريقها على الرغم من العديد من الأفلام الفاشلة التي حوّلتها Box Office Poison أو سمّ شباك التذاكر، سلطة قويّة لم تغلبها المافيا المُهيمنة في هوليوود، إعتراف معهد الأفلام الأميريكي بانها أعظم نجمة أنثى في سينما هوليوود الكلاسيكيّة، ومع ذلك، لم تكن الأسطورة اللامبالية بكل شيء، كاثرين هيبورن، سعيدة برحلتها الطويلة.

"كان بإمكاني أن أنجز الكثير!".


شغلها الشاغل طوال 26 عاماً كان إرضاء الممثل الكبير سبينسير تريسي الذي رفض أن يُطلق ويهجر عائلته ليعيش معها قصّة حبهما المجنونة علناً. ومع ذلك، بقيت إلى جانبه حتى وفاته، وكنت تُردد "أحببت سبينس وكنت لأفعل أي شيء له".

خضعت لكل نزواته ونفذّت كل طلباته. وهو كان يعاملها – عندما لا يكون ثملاً – بما يشبه الحنان، ولكنه لم يبالغ في إظهار عشقه لها.

رفضت التحدث علناً عن قصّة حبهما إحتراماً لزوجته التي إعتقدت لسنوات طويلة أن "كايت وسبينس" مجرد إشاعة!

كما رفضت أن تحضر مراسم الدفن كي لا تجرح شعور عائلته.

وتحدثت هيبورن للمرة الأولى عن عشقها لسبينس وكيفية إهتمامها به في أيامه الأخيرة أثر إصابته بمرض القلب، فقط عندما توفيت زوجته.




في سبعينيات القرن المنصرم، تغيّرت كاثرين هيبورن وصارت أكثر تجاوباً مع أهل الصحافة وأكثر إنفتاحاً معهم. وإعترفت في سلسلة من المقابلات التلفزيونيّة بأن تريسي كان مدمناً على الكحول ويعاني الإكتئاب المزمن. وكان يخاف الموت، ويخشى عقاب الخالق له لما إرتكبه من خطايا لا تتماشى مع نشأته الكاثوليكيّة.

وعندما سألها الإعلامي المحاور لم بقيت معه حتى عندما علمت بأنه يخونها مع أخريات، أجابت ببساطة:"كنت أعرف جيداً بأن كلانا سيتعذب كثيراً إذا عشنا بعيداً من الآخر".



                                                                 Hanadi.dairi@annahar.com.lb