حال طوارئ تربوية في وزارة التربية والمدارس ومعرض الكتاب

هذا مقال موجَّه إلى كلٍّ من وزارة التربية، وإدارات المدارس الرسمية والخاصة، وإدارة معرض الكتاب الفرنكوفوني (وإدارة معرض بيروت العربي الدولي للكتاب تالياً).

أدعو تحديداً إلى تمديد فترة إقامة معرض الكتاب الفرنكوفوني أسبوعاً كاملاً إضافياً، بما يسمح بتطبيق البرنامج التربوي والتثقيفي الآتي، في إشراف وزارة التربية الوطنية وبالتنسيق مع إدارات المدارس والهيئة المشرفة على معرض الكتاب الفرنكوفوني.

الهدف من تمديد فترة المعرض، إعلان حال طوارئ تربوية موقتة في المدارس، بحيث تتعطل فيها الدروس المنتظمة، ويتم استبدالها ببرنامج زيارات مكثف، تثقيفي هادف، وتنظيم لقاءات مشتركة مع دور النشر والكتّاب والمدرِّسات/المدرِّسين والتلامذة، لإلقاء الضوء على أهمّ الإصدارات في المعرض المذكور، وإشاعة مناخ من الحوار الخلاّق حول أهمية الأفكار والقضايا والكتاب والقراءة في الزمن الراهن الذي يغيب فيه التأمل والتفكير، ويسيطر فيه منطق الاستهلاك والاستخفاف والثقافة التسطيحية الساذجة.

استثمار هذه المبادرة استثماراً منهجياً، إن على مستوى المدارس أو على مستوى وزارة التربية بالذات، بحيث تركّز المدارس بعد اتمام الزيارات واللقاءات على تظهير كيفيات الإفادة من خلال العمل المشترك بين المعلّمة/المعلّم والتلميذ.

على أن تلفت الوزارة إدارات المدارس إلى أنها ستختار بعضاً من أسئلة الامتحانات الرسمية، في شقّها الأدبي والثقافي والإنساني، مما أمكن استخلاصه من الزيارات واللقاءات المشار إليها.

إن استدخال معايير تربوية إضافية جديدة، على الانتظام المدرسي العام، من شأنه أن يوسّع دور المدرّسة/المدرّس، وينمّي شخصية التلميذ، ويبلور حسّه المعرفي، ويعمّق ثقافته النقدية، ويجعل المؤسسة التربوية أكثر قدرة على مواجهة أزمتها الجوهرية المتعلقة بدورها المعقّد والمركّب في الزمن التكنولوجي البالغ التحوّل والتغيّر.

يُطبَّق هذا المشروع سنوياً، بشكل رسمي، ليس في بيروت الكبرى فحسب، بل في المناطق اللبنانية كافة، ويُعمَل على التحضير له بشكل منهجي معمّق.

على أن يكون موعد الاختبار القريب المقبل لمناسبة معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في كانون الأول 2018.

إن التفكير معاً في الخطر المصيري الذي يتهدد الإنسانيات وعالم الكتابة والقراءة، من شأنه أن يفتح باب المبادرات الرصينة، والنقاش في شأنها، واستخلاص خطة طريق إنقاذية، تحرّرنا من الدائرة المغلقة التي ندور فيها، وتضعنا على السكّة، سكّة الخلاص، قبل أن يفوت الأوان على لبنان الثقافي.

akl.awit@annahar.com.lb