"افتح كتاباً تفتح أذهاناً"... "الشارقة للكتاب" مُنجز حضاري وتظاهرة فكر وثقافة (صور وفيديو)

الشارقة- شربل أبي منصور

في خطوة رؤيوية تستثمر بالعقل البشري مفتاحاً لتقدم الشعوب وارتقائها وتطورها، افتتح الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم #الشارقة، صباح اليوم، الدورة 37 من #معرض_الشارقة_الدولي_للكتاب، والتي انطلقت فاعلياتها اليوم وتختتم في 10 تشرين الثاني في مركز إكسبو الشارقة في مشاركة 1874 دار نشر من 77 دولة.


الشارقة التي تستعد لتكون عاصمة عالمية للكتاب في الـ 2019 بشعار "افتح كتاباً... تفتح أذهاناً" تبرهن اليوم من خلال معرض الشارقة للكتاب بأنها أهلٌ لذلك، وذلك بالتنظيم الباهر والحضور الكوزموبوليتاني وباستقطاب أسماء رنانة مثل أحلام مستغانمي، إبرهيم عيسى، أحمد مراد، إبرهيم نصرالله، أخيل شارما...إلخ.

وفي كلمة الافتتاح، رحب القاسمي بالحضور الذين يجتمعون على الكلمة الصادقة، وتحدّث عن مسيرة الثقافة في الشارقة التي بدأت منذ عام 1979 وهي في تصاعد سنوي بفضل الجهد والسهر والعطاء. واستشهد بعبارة للمؤرخ الانكليزي هوراس راوند، "لا يبحث المرء عن الحقيقة، بل ما يستريح لتصديقه. لذا تقف الحقيقة فقيرة بائسة على ناصية الطريق"، متابعاً: "لو جئتني لرأيت الحقيقة من مكاني". كذلك رحب بدولة اليابان ضيفة شرف المهرجان "التي نستلهم منها بعض تراثها وخططها، لربما تأخذ بيدنا الى الرقي والتقدم".


وكانت كلمة لرئيس هيئة الشارقة للكتاب سعادة احمد العامري الذي قال إنّ المشهد الثقافي يكتمل بالضيوف المبدعين والناشرين والإعلاميين والباحثين عن المعرفة، ومن خلالهم تنقل رسالتها عن معرض الشارقة، هذا المنجز الحضاري والتظاهرة الفكرية والثقافية، والذي صار تتويجاً لمسيرة الثقافة الإماراتية والعربية ورسالة فكر وفن وجمال.

وفي سياق متصل، اختير وزير الثقافة الجزائري الدكتور عز الدين ميهوبي شخصية العام الثقافية، معتبراً أنّ لهذا الاختيار وقعَ تسونامي على نفسه، مضيفاً في كلمته: "اسمحولي أن أؤكد أن اختياركم لي هو لبنة أخرى في تمكين العلاقات الثقافية بين البلدين". 

الفاعليات والأنشطة

المعرض الذي يضاهي أكبر المعارض العالمية، هو تظاهرة ثقافية، فكرية، أدبية، وعلمية، تتنوّع موضوعاتها بين قراءات في كتب، وقضايا أدبية وفنية وتاريخية وإعلامية ودينية، إضافة إلى شؤون الترجمة، وأدب الأولاد، واللغة العربية، إلى التوعية الاجتماعية، وتطوير الذات. وتطرح الدورة هذه أكثر من 20 مليون كتاب لـ 1.6 مليون عنوان، منها 80 ألف عنوان جديد، كما تشهد تنظيم 1800 فاعلية ثقافية وفنية وترفيهية يقدمها 472 ضيفاً من مختلف دول العالم، ويضم جدول الفاعليات الثقافية للمعرض 272 فاعلية في حضور 154 ضيفاً، ومشاركة 25 دولة، فيما تشتمل فاعليات الطفل 950 فاعلية في حضور 45 ضيفاً ومشاركة 12 دولة. كما تواصل فاعلية "ركن الطهي" حضورها في المعرض في مشاركة 15 طاهياً من 11 دولة ينظّمون عروضاً أمام الزوّار. كما تنظم هيئة الشارقة للكتاب أعمال الدورة الرابعة من مؤتمر المكتبات الذي تنظمه سنوياً بالشركة مع جمعية المكتبات الأميركية، وذلك من 6-8 تشرين الثاني، وتعقد خلال المؤتمر سلسلة ورش يشارك فيها 400 مختص من أمناء المكتبات الأكاديمية والعامة والمدرسية والحكومية والخاصة من المنطقة والولايات المتحدة ودولٍ أخرى، كما يتحدث خلال جلساته وفعالياته 20 متحدثاً متخصصاً من مختلف أنحاء العالم.

تحل اليابان ضيف شرف على دورة هذا العام من المعرض، واختيرت احتفاءً بانجازاتها الحضارية المتميزة التي شكل الكتاب فيها عاملاً ومحركاً رئيساً في بناء الثقافة وتشكّل الأخلاق، حيث تمتلك اليابان تاريخاً حافلاً بالمنجزات والأسماء الأدبية والثقافية الكبيرة على صعيد الرواية والسينما والموسيقى وغيرها، إضافة إلى مكانتها المتميزة في إثراء القطاع الثقافي بالعديد من الأعمال لروائيين يابانيين متميزين تُرجمت أعمالهم للغة العربية أمثال الروائي يوكو ماشيما، وكازو ايشيغورو، الحائز نوبل للآداب، وهاروكي موراكامي، وغيرهم من الأسماء الثقافية المبدعة.

charbel.abimansour@annahar.com.lb

Twitter: @abimansourc