كيف أصبحت هيروشيما اليوم بعد قصفها بالقنبلة الذرية؟

جاد محيدلي

في آب عام 1945، قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية، أسقطت القوات الأميركية قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما، وحصدت أرواح عشرات الآلاف، وتحولت المدينة بعدها إلى أرض مقفرة ومحروقة، واعتقد كثيرون أنها لن تصلح للعيش أو الزراعة لمدة 70 عاماً. هذه المجزرة الضخمة التي لا يتصورها عقل ولا منطق عكست مدى الإجرام الذي يمكن أن يصل اليه الإنسان، فالمدينة وشعبها تمت إبادتهم ومن بقيوا على قيد الحياة مات معظمهم لاحقاً من الأمراض السرطانية الناتجة عن القنبلة الذرية. لكن التوقعات حول المدينة باءت بالفشل وإرادة الحياة إنتصرت على الموت والإجرام، ففي خريف 1945، خرجت من الأرض الميتة أعشاب برية، على عكس التوقعات، ثم أزهرت أشجار الدفلى في الصيف اللاحق، وأنبتت أشجار الكافور فروعاً جديدة. وقد حرك ظهور هذه الأزهار والنباتات مشاعر اليابانيين، وتحولت زهرة الدفلى، وشجرة الكافور فيما بعد إلى الرمزين الرسميين لصمود المدينة، وحظيا بمكانة كبيرة في قلوب سكانها.

بعد هذه الكارثة، اتحد الشعب الياباني بأكمله، وباتت المساعدات تأتي نحو المدينة من كل الإتجاهات، أما الحدث الذي لعب دوراً محورياً في عملية إعادة بناء المدينة وقع في السادس من آب عام 1949، وتمثل في إصدار قانون إنشاء مدينة هيروشيما كرمز دائم للسلام. وكان هذا القانون ثمرة الجهود الحثيثة التي بذلها سكانها، ولا سيما عمدتها شينزو هاماي.

الآن المدينة تغيرت بالتأكيد كثيراً لكن كيف تتوقعون أصبح شكلها؟ في التالي سنقدم لكم عدداً من الصور تظهر لقطات صورت بعد إلقاء القنبلة، وفي المقابل لقطات حديثة تظهر كيف أصبحت الآن هيروشيما.