محمد حسنين هيكل ورفيق الحريري بشهادة مصطفى ناصر

في إحدى جولاته في دروب عاصمته، استمع الرئيس رفيق الحريري إلى قصة اختارها مستشاره الأستاذ مصطفى ناصر من كتاب مذكرات كريم ثابت المستشار الإعلامي لملك مصر فاروق. طار الحريري فرحا بالقصة وغرق أكثر من مرة في مقعده وهو يقود سيارته المصفحة على الأوتوستراد المؤدي إلى مطار بيروت الدولي. أخرج الحريري هاتف سيارته الموصول بمعظم دوائر القرار في العالم وقال "شوف يا مصطفى كيف بحكي مع فرعون مصر". طلب الحريري موعدا للقاء "الريس"(مبارك) في اليوم التالي، وأجابه رئيس مصر أنه بانتظاره. فما كان من الأستاذ ناصر إلا أن عرض على الرئيس الحريري أن يقابل الصحافي والكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل في القاهرة. فوافق رئيس وزراء لبنان على الاقتراح.على التو، اتصل الأستاذ ناصر بالأستاذ هيكل ليخبره أنه قادم الى القاهرة في اليوم التالي برفقة الرئيس الحريري وأنه يرغب بترتيب لقاء بينهما. استمع هيكل ثم أجاب مرحبا مع تحفظه على تفاصيل اللقاء. في القاهرة، حضر الأستاذ ناصر لقاء الرئيسين مبارك والحريري على مدى أكثر من ساعة، بتغطية إعلامية وأعلن القصر الرئاسي المصري بعد اللقاء أن الرئيسين تداولا في شؤون المنطقة والعلاقات الثنائية وعملية السلام. بينما موضوع الزيارة كان محصورا بنقل الرئيس الحريري نكتة الأستاذ ناصر الى فرعون مصر.خرج الرئيس الحريري من اجتماعه فرحا. وكان قد حدد موعد اللقاء الثاني مع الأستاذ هيكل. مع وقف التنفيذ في التفاصيل كما أصر هيكل. فمن رأي هيكل أن الحريري يجب أن يزوره في مكتبه. لكن الحريري الذي لا يقل كبرياؤه عن كبرياء هيكل وهو رئيس حكومة، رفض مكان اللقاء مقترحا مكانا آخر. فاقترح الأستاذ ناصر على الإثنين أن يجتمعا في مكان محايد. وقع اختيار الأستاذ ناصر على فندق شيراتون. القاهرة الملاصق لمنزل ومكتب هيكل. وافق الرئيس الحريري ومعه هيكل. اتجه موكب الرئيس الحريري الى مقر اللقاء. واتجه هيكل مصر والعروبة وعبد الناصر الى اجتماعه من صناعة مصطفى ناصر. ملك التقريب والتوفيق....