الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ماري بوبنز "العيّوقة القاسية" تعود بعد 54 عاماً

هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
ماري بوبنز "العيّوقة القاسية" تعود بعد 54 عاماً
ماري بوبنز "العيّوقة القاسية" تعود بعد 54 عاماً
A+ A-

كانت تبكي طوال الفيلم بينما وضعت يديها بثبات غاضب على حضنها، هامِسة بمرارة وندم: "كيف تمكّنوا من تدمير ما بنيته بفضل مُخيلتي وجنوني؟ كيف يُمكن أن يرتكبوا مثل هذه الجريمة؟"! كان الكتاب "أرجوحة مُخيلتها" ونديم أيامها. وكان يحلو لها أن تقول للأصدقاء إنها نحتته بعروقها كلمة فأخرى، لكنها صُعقت بالنسخة المُخصّصة للسينما، وندمت لأنها أعطت وولت ديزني حقوق الفيلم، بعد 20 عاماً من رفضها المُطلق لطلبه المُتكرّر.



لاحقاً، عندما سألها أهل الصحافة عن رأيها بالتُحفة الفنيّة التي خلّدها وولت ديزني على الشاشة الكبيرة، هتفت بصراحة جارحة أنها كرهت الفيلم وكرهت الممثل ديك فان دايك، كما كرهت الفقرات المزوّدة رسوماً مُتحرّكة! أمّا البطلة جولي أندروز التي اضطلعت بالدور الرئيسي، فوجدتها جميلة أكثر من اللزوم، ولكنها أُعجبت بأنفها! نعم، وحده أنفها كان صالحاً للدور التاريخي، دور "العيّوقة القاسية" التي تعيش في عالمها الخاص الساحر والمُبهج، وتعرف متى تطير وسط الغيوم ومتى "تِنسَم" او "تتسمسم" أو "تنقّط سمّ"، وكيف تدير منزل آل بانكس "بنَتعة" حازمة ولكن فيها شيء من الحنان المُستتر.




وتدهورت العلاقة المتوترة أصلاً بين الكاتبة بي - أل ترافيرس ووولت ديزني، ورفضت طلبه بإنتاج أجزاء إضافيّة للفيلم – الأسطورة: "ماري بوبينز"!

وبقي وولت ديزني يُكرّر حتى آخر يوم من حياته الزاخرة بالإبداع أن "ماري بوبينز" كان أكبر إنجاز يعتزّ به، وبقيت الكاتبة بي – أل ترافيرز "تندب حظّها" على "عيّوقتها القاسية" التي شوّهها ديزني وأنزلها من برجها العالي وسلبها سُخريتها "اللئيمة" وتعاليها أو فلنقلها كما هي: "غطرستها" وافتتانها بنفسها وجعلها "هيك مايعة وحنونة أكثر من اللزوم"!




واليوم، بعد 54 عاماً على اللقاء الأول بين المُشاهِد وفيلم "ماري بوبينز" (1964) الذي رشِّح لـ 13 جائزة أوسكار (فاز 5 منها!)، تعود "العيّوقة القاسية" إلى الشاشة الكبيرة، وتحديداً في عيد الميلاد، وتعود معها أيام السحر والجنون اللذيذ، وتضطلع الشابة أميلي بلانت بدور المُربية التي تعرف متى تمزح (بحزم!) ومتى تزجر (بما يُشبه الحنان!).



الأسطورة ميريل ستريب وكولين فيرث وأنجيلا لانسبوري ولين مانويل ميراندا ينضمّون إلى القافلة المُسيّجة بالحداثة، كما يعود ديك فان دايك، إبن الـ92 إلى القصّة ليضطلع بأدوار صغيرة يُكشف عنها في حينها! ورفضت جولي أندروز طلب المخرج الرائع بوب مارشال أن تحلّ ضيفة على مُغامرة ماري بوبينز الجديدة، لكي لا تخطف الأضواء من أميلي بلانت التي بكت بفرح طفولي عندما أعطتها أندروز موافقتها المطلقة للعب الدور "الخطير"!






تدور حوادث Mary Poppins Returns بعد 25 سنة على مغادرة مُربيّتنا الفاتنة منزل آل بانكس لتُساعد أطفالاً آخرين يحتاجون إلى حزمها وطيبتها وقدرتها على تحويل الأمور العاديّة التافهة حكايات خياليّة. وتعود إثر تعرّض العائلة إلى تراجيديا لم تكن في الحسبان.

وللمرّة الأولى منذ العام 2011 (وتحديداً في فيلم ويني ذا بوه)، أضافت شركة ديزني عشرات الرسوم المُنجزة يدويّاً. كما تدور حوادث القصّة في ثلاثينيات القرن المنصرم تماماً كما هي الحال في الكتاب الذي أنجزته بي – أل ترافيرس.

 مع الإشارة إلى أن وولت ديزني عدّل أيضاً في توقيت الحوادث...فـ"ع القليلة" ربح الفيلم المُرتقب نقطة إيجابيّة مع "المرحومة" ترافيرس التي لم تُسامح ديزني على الجريمة التي ارتكبها مع إبنة مُخيّلتها "العيّوقة القاسية ماري بوبينز!

                                                       [email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم