خالد أبو النجا يدافع بشجاعة عن المثلية الجنسية: "ليست حراماً"!

جاد محيدلي

خالد أبو النجا، نجم مصري برز اسمه في عالم السينما والدراما وتقديم البرامج، لكن ما قد لا يعرفه كثيرون هو أنه ناشط في مجال حقوق الإنسان والطفل بالذات، وأصبح سفيراً للنوايا الحسنة لليونيسيف في مصر منذ تعيينه في عام 2007. وعلى عكس بعض الحاصلين على هذا اللقب، لم يكن منصب أبو النجا "شكلياً وظاهرياً"، بل عمل ولا يزال على استغلال وتسخير شهرته ونجوميته في صالح توعية المجتمع حول بعض المواضيع الشائكة وبخاصة تلك التي تصنف في خانة "التابو" والمحرمات. وفي هذا الإطار، شن خالد منذ فترة في مواقع التواصل الاجتماعي حملة للدفاع عن حقوق المثليين، وبما أن هذا الموضوع يعتبر محرماً في الكثير من المجتمعات العربية، تعرّض النجم المصري بالطبع لهجوم تخللته شتائم وإهانات وتهديدات، لكن اللافت في الأمر أنه لم يخضع "للذباب الإلكتروني" واستمر بحملته بكل شجاعة ورقي واحترام.

وعبر حسابه الخاص في موقع تويتر، قال أبو النجا في حملة دفاعه عن المثلية الجنسية والتأكيد على أنها ليست حرام: "المثلية صفة لمن يولد بجينات انجذاب معكوسة لنفس الجنس بدلاً من الجنس الآخر، فهي كما تولد ببشرة سمراء أو شعر أشقر ليست اختياراً ولا مرضاً، وهي صفة لهذه الطبيعة ولو إنها نسبة صغيرة وليست الفعل الجنسي بالمناسبة، لذلك فهي ليست حراماً! فهم خلق الله. إنقاذ حياة شاب مثلي واجب". 

وفي تغريدة أخرى عبر تويتر قال خالد: "للمرة الألف علم الرينبو لا يمثل غير حقيقة مؤكدة علمياً وهي ان هناك أطيافاً للحب كما النور بأطيافه. مطاردة هذا العلم عك! من يخاف هذه الحقيقة وهذا المعني المسالم فهو احد أسباب معاناة المثليين. المثلية ليست اختياراً ولا مرضاً ولا انحرافاً سلوكياً ولا حراماً #كفاية_عك". 

ردود الأفعال على حملته التوعوية، التي وبالمناسبة نحتاج اليها في عالمنا العربي، تنوعت واختلفت بين من وافق على كلامه أو على الأقل تقبّله، وبين من هاجمه وشتمه دون اللجوء الى لغة الحوار والعقل والمنطق، ولعل هؤلاء نسيوا أن كل إنسان يمتلك رأيه الخاص ويحق له التعبير عنه بالطريقة التي يراها مناسبة طالما لا تضر بالآخرين، لكن وكما يقول المثل: "على من تقرأ مزاميرك يا داوود"، فالشعوب العربية ما زالت تحتاج الى سنوات ضوئية لفهم معنى "حرية التعبير".

بالطبع نحن لم نختر سوى التعليقات التي يمكن عرضها ولا تتضمن إهانات وشتائم، ونحن هنا لسنا في موقف الدفاع عن أحد، لكن وإن لم توافقوا خالد على رأيه، ألا يستحق التصفيق على شجاعته؟ فكم نحتاج في عالمنا العربي الى نجوم يستغلون شهرتهم للتأثير على المجتمع؟ أبو النجا لم يطرح موضوعاً خيالياً ووهمياً، فالمثلية موجودة في المجتمع وبنسبة كبيرة، لكن الكثير من العرب اعتادوا طمر رؤوسهم بالرمال بدلاً من مواجهة الحقيقة والتحاور وتبادل الآراء برقي واحترام.