أسباب للبقاء في لبنان وعدم الهجرة!

جاد محيدلي

أكثر ما يتحدث عنه اللبناني في حياته اليومية هي الهجرة، حتى أن البعض يعتبرها الحلم الذي يطمح للوصول اليه وسفينة النجاة التي قد تخلصه من معاناته، كلنا نتفق أن لبناني يعاني الكثير والكثير من المشاكل والمصائب على جميع الصعد بدون إستثناء، وكثيرون منا لمسوا نجاح وإبداع اللبنانيين في الخارج منذ هجرتهم في الحرب الأهلية حتى اليوم. لكن بعيداً عن هذا التفكير، فلنطرح على أنفسنا الأسئلة التالية: هل لبنان هو السيء أم شعبه وحكامه؟ ألا يستحق هذا الوطن أن يتقدم ويتطور نحو الأفضل؟ ألا يستحق أهلنا أن يعيشوا حياة أفضل؟ هل السعادة الحقيقية فعلاً هي بالهجرة؟ السؤال الأخير هذا إن طرحته على أي مغترب سيجاوب فوراً: "كلا، لا تعرفوا قيمة لبنان الا عندما تهاجرون".

وفي هذا الإطار سنقدم لكم في التالي أسبابا تجعلك تبقى في لبنان:

الأهل

الإبتعاد عن الأهل وعدم مشاركتهم لحظات حياتهم من أصعب الأمور التي يشعر بها المغترب، أو مثلاً رؤية أهلك مرة كل سنة أو سنتين وفي كل مرة تشعر أنهم يكبرون بسرعة وقد تفقدهم في أي لحظة! أتستحق الحياة أن نبتعد عن من نحب ومن ثم نشعر بالندم بعد فوات الأوان؟

الأصدقاء

أصدقاء الطفولة والمدرسة والجامعة والجيران في الحي.. السعادة ليست فقط في المال بل أيضاً هي متعلقة بالأشخاص المحيطين بنا والذين نشاركهم حياتنا وأفراحنا وأحزاننا.

الوحدة

وهي مصيبة المصائب، أسوأ شعور قد يراودك هو عند الدخول الى منزلك الفارغ في الإغتراب أو تمضية عيد ميلادك والمناسبات الأخرى وحدك أو مع مجموعة قليلة من المغتربين أمثالك. الوحدة صعبة جداً.

الذكريات

من الصعب جداً التخلي عن روتين حياتك ليصبح فجأة مجرد ذكريات. شعور سيء أن تبتعد عن البيت والشارع الذين كبرت فيهما، وعن القهوة التي جلست فيها مع أصدقائك وعن الزاوية التي حصلت فيها على أول قبلة ووو...

الشعور بالمواطنة

يقول المثل أن "من خرج من داره قلّ مقداره". في وطنك ورغم كل المشاكل تشعر دائماً بأنك مواطن وإبن البلد لكن لا تتوقع أن تصبح كذلك في الغربة، كما أنك قد تتعرض للكثير من المواقف العنصرية خاصة في الظروف الحالية.

الطقس

كثيرون قد يضحكون ويسخرون من نعمة "الفصول الأربعة والطقس المعتدل" لكن بالفعل هي نعمة لا يعرف قيمتها الا المغترب الذي يعيش في بلاد مثلجة حرارتها تحت الصفر أو في بلاد صحراوية طقسها كاللهيب.

لبنان لا ينقصه شيء

بعيداً عن المشاكل الاقتصادية والسياسية، لبنان لا ينقصه شيء وكل ما تريدونه تجدونه هنا. بحر في الصيف وثلج في الشتاء، جبال وطبيعة، مقاهي ومطاعم طوال الليل، سينما ومسارح، ملاهي ليلية وأماكن سهر وأماكن دينية وتاريخية... 

لبنان يستحق

بعيداً عن الأشعار، المشاكل التي نعيشها ليست بسبب "لبنان" بل بسببنا نحن، إن أردنا التغيير فوحدنا من يستطيع القيام بذلك. لن تنزل الحلول علينا من السماء ولن يتغير الوضع فجأة. أهلنا وأولادنا يستحقون أن نتمسك بلبنان ونحاول تحسينه "بالفعل وليس بالكلام والأمنيات".