تلامذة الليسيه يكافحون التنمر بالتوعية

بعدما تحوّلت ظاهرة التنمر في المدارس أزمة تلحق الأذى بعدد كبير من التلامذة، وفي ظل ندرة الثقافة التوعوية، قررت ادارة مدرسة Grand Lycée، تسليط الضوء على الظاهرة من خلال فيلم قصير مدته 15 دقيقة يحاكي فيها قصة التلميذ بول، أحد ضحايا ظاهرة التنمر.

القصة بدأت وفق الفيلم عندما تعرضَ بول لمضايقات من رفاقه في حافلة المدرسة، بينما بقيَ جالساً من دون أي ردة فعل، قبل أن يُقدِم الكسندر على تمزيق احدى صفحات الكتاب، قائلاً له "أريد هذه الورقة" ليوزعها على رفاقه ويرميها على بول.

بدأت وتيرة ازعاج رفاق بول له ترتفع وسط صمت بعض التلامذة، ورفض البعض الآخر، ليتحول الأمر في الحافلة الى هرج ومرج، وتتدخل المعلمة لتعيد الأمور الى طبيعتها، وذلك وسط اتهامات لبول بأنه يريد لفت أنظار المعلمة له على أنه مجتهد "وأفلاطون".

وبعد وصول الحافلة، يظهر الفيلم بول جالساً مع رفاقٍ له، يضع الكتاب على الطاولة أمامه. يسير ألكسندر والرفاق المتنمرون، عيونهم تحدق ببول. يطلبون من الجميع إخلاء المكان، بذريعة أن حديثاً خاصاً سيدور بينهم وبين بول. وبعد ازعاجه على متن الحافلة يكمل الكسندر عرض فائض قوته على الولد، ينتزع الكتاب من بول ويطلب منه اللّحاق به إن أراد استرجاعه، ويهمّ بالركض برفقة المجموعة. يلحق بهم بول، فيرمونه أرضاً ويتحلّقون حوله. وبينما يهمّ ألكسندر إلى رشّه بالمياه، يُسمَعُ نباح كلبٍ يقترب منهم، تبوّل لاإرادي يظهر على ملابس الكسندر نتيجة خوفه، فما كان من بول إلا أن أخذ عبوة المياه وبلّل ملابسه أيضا ليظهر ان الاثنين تبادلا تراشق المياه، في خطوة نبيلة تنمّ عن رغبة بول بالتستر على الكسندر كي لا يتعرض للتنمر على خلفية التبوّل اللاإرادي.

فور انتهاء الفيلم، يعلو التصفيق في صالة l'amphithéâtre في المدرسة. ترحيب من الأهالي والاساتذة وسط حالة من الفخر تعلو وجوه الأولاد الممثلين. يقف بول والكسندر على المسرح متحدثين عن ظاهرة التنمر. وقالا ان دورهما لتسليط الضوء على ظاهرة التنمر في المدارس".

تتحدث مدرسة اللغة الفرنسية كارلا شمعون لـ"النهار" بكل فخر عن انجاز التلامذة، وعن ظاهرة التنمر في المدارس وعن التعاون المشترك مع جامعة البلمند، راصدة نتيجة ملموسة لفائدة انتاج الفيلم، "فبعد عرضه في وقت سابق، بدأ التلامذة بالتحدث بين بعضهم البعض عن الظاهرة، رافضين أي مضايقة بحق أي طالب".

بدورها، رأت الدكتورة نيلا نحاس أن "الفيلم يظهر مشكلة كبيرة تعاني منها نسبة كبيرة من الأولاد في لبنان والعالم، والتنمر له أسباب كثيرة تبدأ من المنزل لتنتهي في صف المدرسة. وبدلالة على أهمية التوعية، فإن "فيلماً مدته دقائق معدودة أعطى تأثيراً ايجابياً، وبدأ بالانتشار بين المدارس".

وبعد انتهاء الفيلم، استمع المحاضرون الى الأهالي، عارضين مشكلاتهم وطرق الحل لظاهرة التنمر.