هل ترغب في ركض الماراثون؟ إنه نداء جيناتك!

اقترب موعد ماراثون بيروت. هل تحس برغبة في المشاركة؟ تمشي على الكورنيش فترى شخصاً يركض، هل تفكر في الجري مثله؟ إنه نداء الجينات في البشر. ربما هو خبر سار لهواة اللياقة البدنية ورياضة الجري، أن الرغبة في الركض هو أمر إنساني تماماً، بل بمعنى أن الركض ميل اساسي في البشر، بل هو منزرع في جيناتهم منذ ملايين السنوات.  

هناك مفارقة طريفة. إذ إن البحث الذي ظهر قبل أيام قلائل في مجلة "الجمعية العلمية الملكية" وموقعها الالكتروني، يتصل ببحث جرى قبل عشرين عاماً، وقاد البحث المختص نفسه! وقبل عشرين عاماً، قاد الباحث الأميركي - الهندي آجيت فاركي، ويعمل في "جامعة كاليفورنيا - سان دييغو"، فريقاً بحثياً حقّق ما اعتبر حينها اختراقاً علمياً لأن توصل الى رصد أول فارق أساسي في الجينات بين البشر والقردة العليا.

طفرة جينية؟


وأخيراً، عاد فاركي إلى ذلك الموضوع ليدقق في الميزات الخاصة في جينات البشر. وتوصل إلى أن كل البشر مؤهلون تقنياً كي يكونوا من عدّائي المسافات الطويلة، وذلك بفضل تركيب جيني موجود في خلاياهم كلها. والمقصود أن قطع مسافات طويلة ركضاً يتطلب أكثر من عضلات قوية، بل يجب أن تتآزر خلايا الجسم كلها وتتأقلم مع متطلبات ذلك الجهد النوعي. ولعله طريف أيضاً أن الجين الذي يساند البشر في ركض الماراثون، بدا "مُكسّراً" في تركيبته فكأنما كان له شكل آخر، ثم حدثت طفرة فيه، فصار هو الجين الذي يدعم جري المسافات الطويلة. ومعلوم أن المشي المنتصب والركض على طرفين سفليين، هو من خصوصيات الجسد البشري.

وظهر البحث بكثافة في مجموعة من المواقع الاخبارية الشبكية، خصوصاً التي تهتم بالعلوم والصحة والجينات.