ستراسبورغ : رسائل دفاعية عن العهد داخلياً وخارجياً

بدا واضحا ان رئيس الجمهورية ميشال عون حول محطته الديبلوماسية البارزة في ستراسبورغ حيث القى كلمة امام البرلمان الاوروبي الى مناسبة لاطلاق رسائل داخلية - خارجية صلبها الدفاع عنه عهده وابراز ما يعتبره انجازات من جهة واطلاق رسائل اخرى برسم جهات خارجية في شأن موقع لبنان كما يرسمه العهد. وهو امر قرأته اوساط مراقبة سياسية في اطار الرد الواسع الضمني من جانب الرئيس عون على الموجة المتصاعدة للانتقادات والشكاوى حيال تدهور الاوضاع الداخلية وسط احتدام ازمة تشكيل الحكومة الجديدة. واما في ابرز عناوين كلمة عون امام البرلمان الاوروبي فكان تأكيده ان لبنان "لا يجد إلا في الحوار والاحترام المتبادل والعودة إلى تطبيق المبادئ العالمية لحقوق الانسان والمجموعات والدول، سبيلا إلى تبريد محركات العنف والحروب والتطرف، التي جعلت من منطقتنا أتونا مشتعلا بالكراهية والخوف والاضطرابات"، معتبرا "إن ما يحيط بنا اليوم، يجعلنا أكثر تمسكا بالأسس التي نشأت عليها دولة لبنان، وعلى رأسها النظام الديموقراطي الذي، وعلى الرغم من بعض الشوائب التي لا زالت تعتريه، قد التقت حوله مكونات الشعب اللبناني، وعكس في جوهره رسالة لبنان، بلدا للتعايش والتنوع والغنى الحضاري والثقافي". واشار الى "ان المجتمع اللبناني بطبيعته ليس بيئة حاضنة للتطرف ورفض الآخر. وان احترام حرية المعتقد والتعبير والرأي وحق الاختلاف، جزء من ثقافة اللبنانيين"، مشددا على "ان هذه الخصوصية اللبنانية تساعد لبنان على تخطي مشاكله وعلى ترسيخ سلامه واستقراره، كما تلهم دولا أخرى معالم الدرب إلى مستقبل أكثر انسجاما مع العصر وحقوق الانسان". وفي مسألة النزوح السوري، طالب "بتفعيل قرارات الدعم المادي التي اتخذت خصوصا في مؤتمر بروكسيل رغم تحفظنا على بعض ما جاء في بيانه الختامي، والمتعلق خصوصا بمسألة العودة الطوعية للنازحين وربطها بالحل السياسي، وانخراطهم في سوق العمل في الدول التي نزحوا اليها". وقال: "إن لبنان يسعى لتأمين العودة الكريمة والآمنة للنازحين إلى ديارهم، ويرفض أي مماطلة في هذا الشأن، ويؤيد كل دعم لحل مسألة النزوح السوري المكثف إلى أراضيه، على غرار المبادرة الروسية، ويرفض ربطها بالحل السياسي الذي قد يطول أمده". ولاحظ في ذكرى احداث 11 ايلول ان "السياسات الدولية التي لا تزال معتمدة في الشرق الأوسط تزيد النقمة وترفع منسوب التطرف وتفسح المجال واسعا للعنف والإرهاب، لأنها خالية من مقياس العدالة".

اما الرسائل الداخلية فجاءت عبر كلمته امام الجالية اللبنانية في ستراسبورغ حيث عدد عناوين الانجازات واعتبر "اننا لم نأت إلى السلطة لحمل الالقاب مهما كانت، فكل الالقاب متشابهة المهم ان لا نتأثر بها، لقد وصلنا الى السلطة لكي نعمل لمستقبلكم"، مشددا على ان لبنان يعرف اليوم حركة مضادة للاصلاح الا ان الاصلاح سيستمر. وشدد على اننا "لسنا شعبا يائسا بل نحن شعب نقاوم في الأزمات، نحن اليوم رابحون ولا نخاف من مجرد الكلام، ولا تصدقوا من يقول لكم ان العهد فشل، لان هذه أمنية من لا يرى الخير الا في نفسه ".