تستمر ثلاثة أيام... قمة عالمية حول المناخ في سان فرنسيسكو

يلتقي رؤساء بلديات وحكام ورؤساء شركات من جميع أنحاء العالم في #سان_فرنسيسكو اليوم، في أول قمة عالمية للعمل من أجل #المناخ، يفترض أن تدفع القادة إلى تسريع مكافحة غازات الدفيئة المسببة لارتفاع حرارة الأرض في إطار اتفاق باريس.

وستتمثل باريس وبون وبيجينغ والكاب ومكسيكو وطوكيو ومدن هندية والكثير من المناطق في عدد من القارات، على مستويات متفاوتة خلال القمة التي تستمر ثلاثة أيام.

وسيحضر القمة أيضا رؤساء شركات كبرى متعددة الجنسية يرغبون في الإعلان عن تعهدات لحماية البيئة، من الانتقال إلى الكهرباء النظيفة إلى تطوير سيارات كهربائية وعزل المباني بشكل أفضل وتشجيع التدوير والحد من انحسار الغابات.

ويهدف التجمع الذي يبدأ بينما يهدد الاعصار فلورنس الساحل الأميركي الشرقي، إلى إثبات أن المدن والمناطق النموذجية يمكنها أن تجسر وإن جزئيا، الهوة التي تخلفها الدول ذات النزعة القومية.

وفي ما يتعلق بالولايات المتحدة ثاني دولة مسببة لانبعاث الغازات الملوثة في العالم، كشف تقرير مرتقب نشر  اليوم في سان فرنسيسكو أن الهدف الذي حدده الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما قبل أن يقرر خلفه دونالد ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس، لن يتحقق.

ونشر الدراسة تحالف من الولايات والمدن والشركات أطلق على نفسه اسم "اميركا بليدج" بقيادة الملياردير مايكل بلومبرغ وحاكم كاليفورنيا جيري براون.

وأشارت هذه الدراسة إلى أن انبعاثات الكربون والغازات الأخرى المسببة لارتفاع حرارة الأرض في الولايات المتحدة، ستكون قد انخفضت بنسبة 17 بالمئة بحلول 2025، وهي نسبة أقل بكثير من نسبة 26% التي حددها أوباما.

لكن آلاف المندوبين المجتمعين في سان فرنسيسكو يرون النصف الممتلىء من الكأس في مواجهة إنكار ترامب لمشكلة المناخ.

وعبر لو ليونارد من المنظمة غير الحكومية لحماية البيئة "صندوق حماية الحياة البرية" (وورلد وايلد لايف فاند - دبليو دبليو اف)، عن ارتياحه لأن "الشركات والولايات والمسؤولين المحليين أبلغوا القيادة"، وإن كان "في نهاية الأمر يجب أن يعوض المستوى الفدرالي عن التأخير".

ما زال العالم يفرط في إطلاق كميات من غازات الدفيئة في الجو تمنع تحقيق هدف اتفاقية باريس بالحد عند درجتين، معدل ارتفاع حرارة الأرض بالمقارنة مع الحقبة التي سبقت الثورة الصناعية.

وحرارة الأرض ارتفعت درجة واحدة عن تلك الفترة، واذا استمرت وتيرة التلويث على ما هي عليه، سيبلغ ارتفاعها 3,2 درجات في 2100.

وبالتأكيد تخفض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي انبعاثاتهما، لكن ليس بسرعة كافية. أما الصين فتزداد انبعاثاتها مثل كل آسيا بشكل عام مع اعتمادها إلى حد كبير على مصادر الطاقة الأحفورية.

وكل هذه الدول يفترض ان تزيد تعهداتها في 2020، النقطة المرحلية في اتفاق باريس. لكن المفاوضات تبدو في طريق مسدود.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في خطاب الاثنين "إذا لم نغير توجهاتنا بحلول 2020، فقد نجد أنفسنا (...) أمام عواقب كارثية".

ويستضيف القمة حاكم كاليفورنيا جيري براون ويشارك في رئاستها عدد من الشخصيات بينهم مايكل بلومبرغ والمفاوض الصيني للمناخ تشي تشينهوا والأمينة العامة التنفيذيذة للاتفاق الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية باتريسيا ايسبينوزا.

وجعل جيري براون والحكام السابقون للولاية من كاليفورنيا مثالاً لما يمكن أن تنجزه ولاية أميركية. فقد وقع مؤخرا قانونا ينص على أن تعتمد الكهرباء فيها على مصادر الطاقة المتجددة بنسبة مئة بالمئة في 2045. وهذه ثاني ولاية أميركية تتخذ خطوة من هذا النوع بعد هاواي.

وقال جيري براون لوكالة فرانس برس: "آمل أن ترفع كل من فرنسا وألمانيا سقف طموحاتها لأنه علينا جميعا أن نبذل مزيدا من الجهود".

على مستوى العالم تواصل انبعاثات الكربون ارتفاعها. لكن ألآمال معلقة على منعطف في العقد المقبل.

ورأى محللو مجموعة "كاربون تراكر" في تقرير نشر الثلاثاء أنه بفضل النمو المتواصل لمصادر الطاقة الشمسية والرياح، سيبلغ انتاج العالم من الطاقات الأحفورية ذروته -- بعبارة أخرى بداية النهاية -- في نحو 2023 وفي كل الأحوال في سنوات 2020.