سجالات طرابلسية حول مطمر النفايات الجديد

بعدما أعلنت النائب ديما جمالي عن بدء العمل لاقامة مطمر جديد للنفايات في طرابلس ملاصق لجبل النفايات واعتبار ذلك من ضمن التنمية المستدامة في المدينة، ردت الناشطة البيئية ناريمان الشمعة على كلام النائب جمالي موثقة ردها بالوثائق والدراسات فقالت: "أستغرب كيف من تتحدث عن التنمية المستدامة تتبنى حلولاً للتدمير المستدام!

اولاً: ووفقاً لجميع المعايير البيئية المطمر غير صحي ولا يصح انشاء مطمر بالقرب من مصدر مياه فما بالك وأنت تطمرين البحر بالنفايات.


ثانياً: ووفقاً لاتفاقية برشلونة وملحقاتها الموقع عليها لبنان يمنع تلويث البحر المتوسط ويجب اتخاذ كل الوسائل البيئية المرعية الإجراء للحؤول دون تلويثه وهذا لا يمكن تحقيقه بإنشاء مطمر في عرض البحر إذ إن التربة متحركة وأية إنشاءات مهما كانت متقنة (وأشك في ذلك) سوف تتفسخ بعد 10 سنوات على أبعد تقدير مما يعني تسرب النفايات الى البحر.



ثالثاً: الحلول المستدامة لا تكون بالمطامر ولا تكون بالمحارق التي يتبناها فريقك السياسي نظراً لضررها البالغ على البيئة والصحة العامة إضافة الى ثمنها المبالغ فيه الذي سيقضي على ميزانية البلديات ويحول دون انمانية قيامها بأي دور انمائي... والحل يكون عبر الادارة المتكاملة للنفايات لاسترداد القيمة والحفاظ على البيئة وهذه ابسط شروط التنمية المستدامة.


رابعاً: قرار مجلس الوزراء بتلزيم شركة باتكو جاء مخالفاً لأبسط نظم التلزيم وهي إعداد دراسة لوضع أنسب الحلول ومن ثم مناقصة وفض عروض وهذا كله لم يحدث وانما جاء القرار مباشرة وكأنه مكافأة للشركة على ما اقترفته من جرائم بحق طرابلس أبسطها انسياب عصارة مكب النفايات الى البحر منذ سنوات وتسرب الغازات التي نتشقها يوميا منذ سنوات ايضا.

نصيحة ان كنت تريدين خدمة طرابلس كما تزعمين لا تستمعي لحلول السياسيين التي تسقط بـ "الباراشوت" وفق المصالح الشخصية. اقرأي وابحثي واستشيري ثم اتخذي موفقاً مبنياً على وعي ومعرفة تتناسب مع مفهوم التنمية المستدامة الحقيقي لا مع التدمير المستدام والا ستجدين نفسك بمواجهة مع المجتمع المدني انت في غنى عنها.

النائبة جمالي سارعت الى الرد على الشمعة، وقالت: "سأتابع موضوع المطمر الصحي في طرابلس بشكل جدي وعملي وشفاف"، وانا ملتزمة أمام أبناء طرابلس العمل يدا واحدة للوصول الى حل يرضي المدينة".



واشارت الى ان "اعتراضات البعض للمطمر الصحي في طرابلس، تعود دون شك لفشل الأعمال والمشاريع السابقة والوعود العديدة التي لم يتم الإلتزام بها. اضف لذلك عدم مواكبة الوزارة المعنية والسلطة المحلية لسير العمل".

وطالبت وزارة البيئة بـ "تأمين موظف مسؤول من قبلها تكون مهمته الإشراف على الأعمال بكاملها (الإنشاء والطمر)، وان هذه الأعمال تنفذ بحسب قوانين وزارة البيئة بالتحديد (دراسة) تقيم الأثر البيئي لها".

ودعت الى "تكليف (رئيس لجنة الهندسة ورئيس لجنة البيئة) ممثلين السلطة المحلية متابعة الأعمال مع مندوب وزارة البيئة والمتعهد ومجلس الإنماء والإعمار والمهندس المشرف على المشروع".

وحضت على "رفع تقرير دوري يوضح سير العمل بشفافية".

ولفتت جمالي الى ان "الاجراءات المتعلقة بالمطمر الصحي في طرابلس ستتخذ بالتعاون مع البلدية، وذلك من اجل المتابعة بطريقة فعالة لتأمين سير العمل بالطريقة السليمة".

وشددت على أنها "ستبقى على تواصل مع جميع المسؤولين ورئيس بلدية طرابلس أحمد قمرالدين وأعضاء مجلس الإدارة وسائر نواب المدينة لمتابعة هذا الأمر الحيوي والملح ولن تتوانى عن القيام بما يلزم لانهاء هذا المشروع الصحي ولا سيما أن أبناء طرابلس يكفيهم ما عانوه من هذا الموضوع".

وأكدت جمالي إلى أنها "ستسعى جاهدة لإنجاح هذا الملف الشائك الذي سيكون من الاولويات ومعالجته بشكل حتمي ونهائي"، داعية المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والمؤسسات الدولية الى "التعاون والدعم لما فيه مصلحة الفيحاء".


 ثم عادت الشمعة وردت على جمالي متسائلة "كيف يكون التعاون وانت تصمين أذنيك عن الحلول البيئية المستدامة وتتبنين حلا تدميريا؟

هل تعلمين ان قرار مجلس الوزراء لاستحداث المطمر البحري صدر بشهر شباط الماضي وان وزارة البيئة حتى الان ليس لديها معلومات عنه ولا دراسة اثر بيئي؟

- هل تعلمين أن أعضاء البلدية الذين تدعينهم للمراقبة رفضوا هذا الاقتراح رسمياً وتم تجاهل رفضهم؟

هل تعلمين ان الخطة المزعومة ستقضي على المنطقة الاقتصادية الحرة والمرفأ الذي جاهدت طرابلس ليصبح على ما هو عليه الآن؟

بالتأكيد لا تعلمين كل ذلك واكثر لأنك سقطت بـ "الباراشوت" على طرابلس وفريقك السياسي يضعك بوجه المدفع معتقدين ان الانوثة سوف تمتص غضب أهل طرابلس الساخطين والملتاعين الذين فقد كل بيت منهم عزيزاً بسبب السرطان.