سيدة زغرتا اشفعي فينا

يحيي المؤمنون عشية عيد انتقال السيدة #العذراء عادات وتقاليد توارثوها عن الآباء والأجداد، وهي عادات لا تخص منطقة دون أخرى، بل إنها تطال كل المناطق الجبلية والساحلية على حدٍّ سواء. 

فالمسيرات الإيمانية إلى كنائس العذراء انطلقت وأبرزها مسيرة الصلاة التي تنطلق سنوياً من #إهدن باتجاه زغرتا، ويشارك فيها الصغار والكبار وكهنة الرعية، وتطلق خلالها الصلوات والتراتيل على نية لبنان واللبنانيين وشفاء المرضى والمحتاجين.

والمسيرة هذه لها من العمر سنوات طويلة، وهي قديمة بدأها الأجداد لطلب شفاعة سيدة زغرتا التي لم تخذل أحداً منهم، لا في السلم ولا في الحرب ولا في شفاء المرضى أو خلاص الأنفس، وهوتقليد نقله معهم أبناء زغرتا إلى ديار الاغتراب حيث حلّوا، لا سيما في أوستراليا وفنزويلا. 

والأهالي على طول الطريق من إهدن إلى زغرتا يزودون المؤمنين بالمياه المبردة والعصائر والمرطبات كل في ساحة بلدته أو عند مدخلها أومخرجها، كما تشارك في "أعمال الرحمة "هذه، الجمعيات المدنية والمستشفيات، ويواكب المسيرة الصليب الأحمر احتياطاً.

وفي ساحة كنيسة سيدة زغرتا والكنائس الشمالية الأخرى، بدأ إعداد هريسة العيد ليباركها الكهنة أو المطارنة، وتوزّع مجاناً على المؤمنين كبركة عيد، رحمة عن أنفس موتى أو للصلاة على نية شفاء مريض.

كما جهزت "الهريسة والليموناضة والكعك" ليشرب هنيئاً ويأكل مريئاً من يرغب من زوار كنيسة السيدة للصلاة اليوم أو في يوم عيدها وبعده، لأن العيد يستمر لأكثر من يومين. 

كذلك عند سيدة الحارة في إهدن يتجمع المؤمنون للمشاركة في القداس المسائي وتبريك الهريسة، وهي حال القرى البترونية والكورانية وقرى وبلدات قضاء بشري.

إنه عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، وهي والدة السيد المسيح، يكرّمها الجميع ويطلبون شفاعتها لحفظ عائلاتهم من كل أذى وسوء، وهي التي ذاقت مرارة موت ابنها على الصليب. ولهذا يؤمن الكثيرون بأنها لا تخيّب الآمال، وهم عليها يتّكلون في كل حين، لا سيما في أيام المحن والشدائد كالتي نعيش.