الجدرانُ وظيفتها امتصاص الصدمات النفسية للسقف

عايدة جاويش- سوريا

عندما تغيب شمس النهار 

يفرد أصابعه

يمد يده

يُخرج قمرا من صدره يداعبه

يغني له أغنية حزينة

وينام
.


كل شيء

في هذا الوطن

منتهي الصلاحية

إلا الطائفية

داء لا دواء لها.


طفل سوري

جوعه حديث النشأ

يأكل من التفاحة نصفها

ويرمي الباقي

للخبية التي لا تشبع


لطالما رأيته

يراقص عقربها الكبير

يمسح شعر الصغير

يداعب الثانية تلو الثانية

لكن أحداً ما

لم يعرف

كيف طُعِن بسيف التأخير
.


لم أكن أعرف قبل اليوم

أنّ الأبواب خدعة

والجدران وظيفتها

امتصاص الصدمات النفسية للسقف.


كل يوم أملأ

بين يدي ماء لأشرب

ودائما يحاول

أن يفرّ مني حيا أو ميتاً.


"حط رأسك بين الروس وقول يا قطاعي الروس"

هكذا واسى السوريون بعضهم بعضاً


الشِعر عصا موسى أشق به البحر ولا أغرق


الليل قناص النهار

الرصاص حاكم عادل


أدخل إلى المقبرة

أتجول فيها أضحك مع أحدهم

أصافح آخر

أضم تلك الشجرة

التي تنتظرني وتنتحب.


كل القلوب الحمراء الصغيرة

التي تظهر على شاشتي

لم تعلم أنّ قلبي الجريح

يحبّ اللون الابيض أكثر
.