فرع اللبنانية في عكار: ببنين العبدة أو تلعباس لا مباني جامعية ولا أموال للجامعة وعجز...

إ. ح.

لم تباشر الحكومة في إنشاء مباني الفروع الجديدة للجامعة اللبنانية، بعدما أقر مجلس الوزراء في جلسة عقدها مطلع 2018 فتح فروع جديدة لكليات ومعاهد في الجامعة في عكار وبعلبك- الهرمل وكسروان- جبيل، والبترون. 

الجديد في الموضوع أن خلافاً نشأ على موقع فروع الجامعة الجديدة في عكار، إن كانت في ببنين العبدة أو في تل عباس، على رغم أن الكلام لا يستند إلى الواقع طالما أن هذه الفروع لم تبصر النور بعد وتحتاج إلى الكثير من الأموال والترتيبات الإدارية والتقنية ولاحقاً الأكاديمية لتنطلق في التعليم. لكن الحديث عن نقل الفروع إلى تلعباس قابله استنفار لنواب تيار المستقبل في عكار وأعضاء مكتبه السياسي، فأصدروا بياناً عما سموه اللغط الحاصل في موضوع إنشاء فرع الجامعة في عكار ونقلها من الأرض المخصصة لها في تل الزراعة العبدة الى بلدة تلعباس، معتبرين أن "الجامعة اللبنانية في عكار ستكون لجميع العكاريين بمختلف مناطقهم وطوائفهم ولكل أهالي الشمال خاصةً وهي ستشمل فروعًا جديدة ونوعية، لذا تقرر أن تكون في منطقة ببنين العبدة وأي كلام آخر أصبح وراءنا بعد صدور مرسوم الجامعة".

لا حديث في إدارة الجامعة عن موضوع نقل الفروع المقررة من منطقة إلى أخرى، طالما لم يتم التقدم خطوة واحدة على الأرض لإنجاز الفروع. وتقول مصادر جامعية أن إنشاء الفروع المقررة في هذه المناطق قد يستغرق بين 5 و10 سنوات إذا رصدت الاموال وبدأ العمل في البناء أو على الأقل استئجار مبان جاهزة، علماً أن الاستئجار مستبعد اليوم في سياسة الجامعة اللبنانية نظراً لكلفته المرتفعة. ويضاف إلى التعقيدات مسألة تأمين الكادر التعليمي المتخصص وكلفته مع التجهيزات الضرورية لمباشرة التدريس الأكاديمي، مشيرة الى أن المشكلات كبيرة في ضوء ما تعانيه موازنة الجامعة اللبنانية اليوم من عجز لم تستطع بسببه دفع مستحقات المتعاقدين وغيرها من المتطلبات المالية.

ووفق بيان المستقبل، إن إنشاء فرع الجامعة اللبنانية في عكار قد تم بمساع من الرئيس سعد الحريري بتوقيع بروتوكول بين وزارتي التربية والزراعة والجامعة اللبنانية في عام 2011 ينص على تخصيص 62 ألف متر من الأراضي مع المباني الواقعة عليها للجامعة اللبنانية في عكار. فيما أقر مجلس الوزراء مرسوم الجامعة وتم رصد الأموال اللازمة وإنجاز الخرائط والدراسات للاختصاصات والشعب المزمع افتتاحها في المباني الحالية في العبدة ريثما يتم إنشاء المجمع الجامعي.

وتساءل البيان عن "جدوى الحديث عن نقل الجامعة الى مكان آخر في هذا الوقت بدل التكاتف معًا لإنجازها في أسرع وقت، ما يسهل على أبناء عكار فرص التعليم ويوفر عليهم المال والوقت والجهد على الطرق”، مؤكدين أن “الكلام عن أي نقل للجامعة في هذا الوقت سوف يؤدي الى عرقلة وتأخير مشروع الجامعة الذي لطالما انتظره العكاريون”.

وبينما يجري الحديث عن وجود مبلغ 33 مليون دولار لتشييد المبنى الجامعي على أرض تم فرزها في بلدة ببنين، إلا أن مصادر جامعية تشكك في تأمين هذا المبلغ، وتدرج الكلام عنه في الاستثمار السياسي، علماً أن قرار إنشاء الفروع والكليات كان اتخذ في 2017 في مجلس الجامعة اللبنانية قبل أن يقره مجلس الوزراء مطلع 2018، بدءاً بانشاء فرعين للجامعة في عكار وبعلبك - الهرمل يضمان عدداً من الاختصاصات في كليات مختلفة، إضافة إلى فرع لكل من كليتي التربية والسياحة في جبيل، فيما كان هناك التباس حول إنشاء كلية العلوم البحرية في البترون ليتبين أنها قررت لمحافظة عكار فقط.

المشكلة أن الجامعة اللبنانية تعاني، فيما مطالب الفروع والمجمعات صارت على ألسنة أهل القرى. الكل يريد فروعاً للجامعة حتى من دون دراسات جدوى، فيما مجمع المون ميشال في الكورة على سبيل المثال احتاج الى أكثر من 15 سنة ليصبح واقعاً ولم ينجز كاملاً بعد، فكيف ستتمكن الجامعة في وضعها الراهن من إدارة غابة من الفروع والشعب الجديدة بلا إمكانات ولا دعم؟