المؤتمر الأول لخرّيجي الطبّ في "اللبنانية": أثبتوا تميّزهم والآن يُثبتون وفاءهم

بعدما اثبتوا للعالم تميّزهم، التقى خرّيجو كلية الطب في #الجامعة_اللبنانية في مؤتمرهم الطبي الأول في مجمع رفيق الحريري الجامعي- الحدت بيروت، في رعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، "ليثبتوا انتماءهم، ووفاءهم، لكليتهم وجامعتهم والوطن". 

منذ نحو عام، التقى البعض منهم بعميد كلية الطب في الجامعة الدكتور بطرس يارد، واتفقوا على تأسيس شبكة تواصل علمية ينتج عنها تقارب بين الخرّجين والطلاب والاساتذة، وكذلك لقاء علمي يجمع الاطباء المتخرجين من الجامعة، والهدف تقريبهم مع الجامعة الام ومساعدتهم وتأمين فرص التخصص لهم خارج لبنان والتواصل العلمي وتبادل المعلومات العلمية والطبية والبحوث.

الزين 

"ما ميّز اللقاء الاول هو اقبال عدد من ابرز الاطباء الذين برعوا في العالم للمشاركة في المؤتمر العلمي الاول، وذلك على نفقتهم الخاصة"، كما اوضح رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر البروفسور جو الزين لـ"النهار"، الذي حضر من كليفلاند كلينك من الولايات المتحدة، هو المتخصص في الامراض الرئوية، وقال إنّ "المؤتمر استمر يومين وشمل جميع الاختصاصات وتخللته محاضرتين، واحدة عن تنوع التخصّص في ممارسة الطب بين التعليم والممارسة العلمية وبين البحوث، واخرى عن التوعية لبناء مقاومة التعب الجسدي والنفسي الناتج عن المهنة".

وشدد على انّ ابرز ما انجزه المؤتمر "مباراة في البحوث تحصل للمرة الاولى في الجامعة اللبنانية، شارك فيها الطلاب في كلية الطب، كذلك الاطباء المتمرّنين، وقدموا بحوثهم امام لجنة متخصّصة وزملاء، وتم اختيار افضل بحث علمي، وفاز في المرتبة الاولى البحث المتعلق بالتشخيص لأمراض القلب وثانيا ترميم اليد في جراحات التجميل، وثالثا متعلق بالامراض الجلدية والجراحات العامة. وهدف اختيار افضل بحث علمي تحفيز الطلاب وحضّهم على اهمية البحوث العلمية في المجال الطبي".

ومن ابرز المواضيع العلمية التي طرحها المؤتمرون، الامراض التنفسية، منها مرض الربو وابرز علاجاته الحديثة. وعن اهمية التشخيص والجراحة بالمنظار في امراض الجهاز الهضمي، امراض الرئة عند المرأة الحامل، التشخيص الذي يعتمد على الصور الحديثة كالرنين المغناطيسي والتصوير الصوتي الثلاثي البُعد عند الذين يعانون مشكلات في القلب. وتطرّقوا لعلاجات خفض المناعة عند الذين حصلوا على عملية زرع اعضاء خصوصا الكلية، وعن نقص المناعة عند الاطفال وحديثي الولادة، وعلاج البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

يارد 

وأمل عميد كلية الطبّ البروفسور بطرس يارد أن "تصبح هذه التظاهرة تقليداً سنوياً، يسمح بالتواصل مع الخرّيجيين وتساعد طلابنا على الالتقاء بهم للإفادة من خبراتهم العلمية وحضّهم على التميز كما هم، وأيضاً مساعدتهم على فتح آفاق جديدة للتدريب في المستشفيات داخل لبنان وخارجه".

"إن الكلية اليوم، وبعد 35 سنة، أصبح عودها أصلب، ومجالات التخصص فيها أكبر، وهي تكبر أيضا بثمارها الذين هم أنتم، فقد أصبح لنا أكثر من 2400 طبيب يحملون شهادة من الجامعة اللبنانية في الطب العام والاختصاص، وها نحن وبكل ثقة نعطي أفضل ما لدينا لندرب أطباء المستقبل في نحو ثلاثين مستشفى متعاقداً معنا، من بينها 4 مستشفيات جامعية خاصة وثلاثة حكومية"، وعدد انجازات الكلية ومؤتمراتها الطبية واختصاصاتها الجديدة وانشاء مركز لبحوث علم الأعصاب وتحالفاتها.

أبو عسلي 

وتخللت المؤتمر كلمة للعميد المؤسس لكلية العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية البروفسور منير ابو عسلي، فقال: "لقد كان إنشاء كليتكم حلما رائعا راودنا منذ الستينيات، وتحوّل واقعاً جميلاً في الثمانينيات. لكنّ الولادة كانت قيصرية، وكان على الكلية أن تجابه تحديات كبيرة لتستمرّ. كان عليها أن تنطلق بتسع دفعات من الطلاب بدل واحدة، ومن دون أن يرصد لها أي مبنى أو تجهيزات. كان عليها أن تقاوم الشحّ في موازنتها، وتتغلّب على شرور الحرب من قصف ودمار وتهجير، وتشتيت لفروعها، ومحاولات خطف لمؤسيسها.
صمدت أمام التهديدات، ولم يرضخ بناتها لمشيئة الميليشيات، تشبثّت بتطبيق القانون الذي كان خشبة خلاصها في ظل غياب كامل لدولة القانون والمؤسسات، فكان قرارها الأقوى، بتصميمها على بناء صدقية لا تتزحزح أمام العواصف والرغبات الخاصة". 

وتابع: "كان الأقوى من أجل بناء كيان لها يحترمه ويقدّره الجميع أمام كليّتين عريقتين، تكبرانها بأكثر من مئة عام، كان الأقوى ببرهانها، أمام الملحقين الثقافيين في سفارات فرنسا، وإنكلترا، وبلجيكا، وكندا، والولايات المتحدة، أن مستواها الأكاديمي والطبي يرقى الى المستوى العالمي، ما يسمح لخريجيها بمتابعة اختصاصاتهم في أيّ من هذه البلدان إذا ما أرادوا. باختصار كان على كليتكم أن تثبت أن خريجيها أهل بقسم أبيقراط، فباشرت بتطبيق نظام قبول مبني على الكفاءة من دون غيرها من المعايير الطائفية، أو الحزبية، أو المحاصصية، فاستطاعت، وعلى مدى 35 عاما، بفضل رؤساء الجامعة، وعمدائها، ومديريها، وأساتذتها، وموظفيها، أن تؤمّن ديموقراطية التعليم العالي في العلوم الطبية في إطار أكاديمي عالي الجودة". 

وأضاف: "تفوّق طلابها بذكائهم، وتمّيزوا بصلابتهم، نهلوا العلم بعزم المحارب وشدّته وتصميمه، حققّوا أحلامهم بمثابرة لا تهدأ، وإرادة لا تتعب، لنيل ثقة مرضاهم، ليصبحوا، وبكل جدارة، مؤتمنين على صحتنا، وصحة أولادنا، واهلنا، وعلى صحة وطننا، وليثبتوا أيضا مكانتهم أمام الجسم الطبي الوطني والعربي والدولي.
يشكّل هذا اللقاء اليوم، يوما كبيرا تفتخر به كليتكم، واعتبره على الصعيد الشخصي، من أسعد أيام حياتي المهنية، فهو يرمز إلى جنى العمر، فكما زرعت كليتكم بالأمس، تحصد اليوم، كيف لا، وأعدادكم تعدّت عشرات المئات، وأصبح بعضكم رؤساء أقسام بارعين في أهم الجامعات والمستشفيات الأميركية، والأوروبية، واللبنانية، وعمداء وأساتذة، وباحثين، ونقابيين مميزين. فهنيئا لكلية العلوم الطبية بأبنائها وبناتها الذين تهافتوا لإنشاء تجمّع للخريجين، وجاؤوا أقوياء باتحادهم ليكرّموها، ويمدّوا يد العون إلى إخوتهم المتدرّجين في بناء مستقبلهم، ويعطوهم فرصة المتابعة، كما أعطتهم كليتهم فرصة العمر، ويعزّزوا ثقافة البحث العلمي الذي يرفع مستوى تقديم الخدمات الطبية إلى أرقى مراتبها. لقد أثبتم للعالم تميّزكم، واليوم تثبتون انتماءكم، ووفاءكم، لكليتكم وجامعتكم والوطن".