إيران: سنمنع صادرات نفط المنطقة

أشاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بتهديد الرئيس حسن روحاني بعرقلة صادرات النفط في المنطقة، في حال منع مبيعات النفط الإيرانية، قائلاً له: "أقبّل يديك على التهديد هذا".    

وبعث سليماني برسالة الى روحاني جاء فيها: "ما نقلته وسائل الإعلام من تصريحاتك بأنه في حال منع إيران من تصدير النفط، فليس هناك ضمان لتصدير النفط من المنطقة برمتها، وحديثك عن موقف إيران تجاه الكيان الصهيوني، يبعث على الفخر والاعتزاز".

وكان روحاني المحسوب على الإصلاحيين الأقل تشدداً، قد هدد لدى استقباله الجالية الإيرانية المقيمة في سويسرا بمنع عبور شحنات النفط من الدول المجاورة، اذا مضت واشنطن بخططها لإجبار جميع الدول على وقف شراء النفط الإيراني.

وقال: "الأميركيون يزعمون أنهم يسعون إلي وقف تصدير النفط الإيراني كاملاً... هؤلاء لا يفهمون ما يقولون فهذا الكلام لا معني له واذا لم تتمكن إيران من تصدير نفطها فإن تصدير النفط سيتوقف في المنطقة كلها ولو أردتم فعل ذلك فجربوا الأمر وستتلقون النتيجة".

وأكد سليماني استعداد الحرس الثوري لتطبيق سياسة تعرقل صادرات النفط الإقليمية، في حال عرقلة أميركا صادرات النفط الإيرانية، قائلاً: "هذا هو الدكتور روحاني الذي نعرفه بعد تصريحاته الأخيرة حول النفط الإيراني... أقبل يديك على تلك التصريحات الحكيمة التي جاءت في وقتها، وأنا في خدمتك لتطبيق أي سياسة تخدم الجمهورية الإسلامية".

ونسب الموقع الالكتروني لنادي الصحافيين الشبان الى القائد في الحرس الثوري اسماعيل كوثري أنه "اذا كانوا يريدون وقف صادرات النفط الايراني، فإننا لن نسمح بمرور أي شحنة نفط في مضيق هرمز".

ولاحظ محافظ إيران لدى منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبيك" حسين كاظم بور أردبيلي، أن الضغط الذي يمارسه الرئيس الاميركي دونالد ترامب على الشركات الدولية لعدم شراء النفط الإيراني سيدفع الأسعار الى الارتفاع مما سيؤدي إلى الإضرار باقتصاد بلاده.

ونقل عنه الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية "شانا" أنه يجب عدم استخدام النفط سلاحاً لتحقيق مكاسب سياسية.

وقال: "مطلب ترامب عدم شراء النفط الإيراني، وضغوطه على الشركات الأوروبية وقت تشهد نيجيريا وليبيا أزمة، وانخفضت فيه صادرات النفط الفنزويلية بسبب العقوبات الأميركية، وزاد فيه الاستهلاك المحلي بالسعودية في الصيف، ما هو إلا إيذاء للنفس... سيرفع ذلك أسعار النفط في الأسواق العالمية... وفي النهاية، إن المستهلك الأميركي هو الذي سيدفع ثمن سياسة السيد ترامب".

وكان الاتحاد الأوروبي، الذي كان سابقاً أكبر مستورد للنفط الإيراني ،تعهد إبقاء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 من دون الولايات المتحدة بالسعي الى الحفاظ على تدفق النفط الإيراني والاستثمار مع طهران، لكنه اعترف بأن العقوبات الأميركية ستجعل من الصعب إعطاء ضمانات لإيران.

وسيجتمع وزراء الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي الموقعة للاتفاق النووي، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى روسيا والصين، مع مسؤولين إيرانيين غداً في فيينا لمناقشة سبل ابقاء الاتفاق سارياً.

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها استدعت سفيري بلجيكا وفرنسا والقائم بأعمال السفير الألماني على خلفية اعتقال ديبلوماسي إيراني على الأراضي الألمانية بطلب من فرنسا.    

وأوضحت أن مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أعرب للمسؤولين الغربيين عن احتجاج شديد اللهجة من إيران على هذا الإجراء وأكد حصانة الديبلوماسيين بموجب معاهدة فيينا، مطالبا السلطات الألمانية بالإفراج الفوري ودون قيود عن الديبلوماسي الإيراني.

واعتبر عراقجي أن هذه القضية "ليست إلا مؤامرة لضرب العلاقات الإيرانية- الأوروبية وهي تأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس حسن روحاني، لأوروبا"، لافتاً أن الحادث حصل وقت يتوقع أن يصعد الاجتماع المرتقب بين وزراء خارجية إيران ودول مجموعة 4 + 1 (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)، "وذلك من أجل المصالح الأميركية والأهداف الصهيونية".

وخلص الى أنه "وفق الوثائق والشواهد الموجودة، فإن دور زمرة (مجاهدين) خلق الإرهابية واضح في هذه القضية كما قد تم ضبط مواد متفجرة برفقة شخصين ينتميان الى هذه العصابة الإرهابية".

كما قدمت وزارة الخارجية الإيرانية مذكرة احتجاج الى السفير البلجيكي بسبب طلب حكومة بلاده نقل هذا الديبلوماسي الإيراني المعتقل من ألمانيا إلى بلجيكا.

ووعد سفيرا فرنسا وبلجيكا والقائم بأعمال سفير ألمانيا بنقل المعلومات اللازمة إلى سلطات بلادهم وسيبلغونها مطالب إيران ومواقفها من هذه القضية.

وأعلنت النيابة البلجيكية في 2 حزيران الماضي عن إحباط "هجوم إرهابي" لاستهداف مؤتمر لمنظمة "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" المعارض قرب باريس في 30 حزيران. وقال إنه احتجز خلال إحباط الهجوم مواطنان بلجيكيان في بروكسيل وكذلك ديبلوماسي إيراني في ألمانيا إلى متهمين في فرنسا. وأوضحت أن الديبلوماسي من مواليد عام 1971، ويعمل في السفارة الإيرانية في العاصمة النمسوية فيينا.