منى أبو سليمان لـ"النهار": جيلٌ جديدٌ يملك نظرة مختلفة عن المواطنة في السعودية

القضية الأساس هي مساواة المرأة بالرجل في حق القيادة. كيف؟ اليوم يولد جيل جديد في المملكة يرى أمهاته يقدن، بمعنى أنه لن يتوجب عليه المطالبة بالأمر لسنوات آتية. انه واقع مغاير عن الأمس يطوي جدلاً مجتمعياً طويلاً، سيّما ان منح الحق المذكور لم يترافق مع أي شروط تمييزية بين الجنسين.
الرأي للاعلامية السعودية الزميلة منى أبو سليمان التي حرصت على التواجد في الرياض يوم الأحد الماضي لتقود السيارة مع مواطنات سعوديات طويْن صفحة طويلة من المطالبة بهذا الحق. "كان احساساً جميلاً أن هذه بلدي وأنا جزء منها... أخذت أفكر أنّي في كل حياتي لم أملك سيارة شخصية، أول سيارة قدتها كانت سيارة الوالدة ومن ثم سيارة الوالد، وسيارة زوجي السابق... السيارة كانت دائماً للسائق، ولم أفكر بشراء واحدة لي والآن بدأت أفكر بنوعية السيارة التي أود شراءها ولونها، وغيرهما...أعتقد اني أريد واحدة صديقة للبيئة (تضحك)". 
تعتقد منى ان الخطوة ستوّلد ديناميات اقتصادية أكيدة في المجتمع، حين تدخّر عوائل الأموال التي كانت تنفق على السائقين، ويستثمر الوقت الذي كان يهدره رب المنزل في القيام بنفسه بنقل افراد عائلته لقضاء حوائجهم. ولا يتوقف العامل الاقتصادي بتفاعلاته عند هذا الحد، بل يتأثر بسوق بيع السيارات وشرائها، الى قطع الغيار وخلافه...
وحول اثارة البعض مخاوف، تجيب "كان عدد كبير من السعوديات يقدن منذ سنوات في شوارع بيروت ودبي ودول أوروبية وغيرها، واليوم يقدن في شوارع المملكة بمهارات عالية، والحمدالله لم نسمع بحوادث حتى الساعة، أضف الى مراكز التدريب التي يجري العمل على تعزيزها، والى قانون التحرش الذي يحاول طمأنة بعض المتخوفين...".
وفي رأيها، انه "من الصحي ان يحتضن المجتمع آراء متنوعة، وان يمارس كل شخص قناعته، فلا أحد يجبر من هي غير مقتنعة بالقيادة على القيام بالأمر، الأمر خيار شخصي، ويجب احترام رأي من تريد ومن لم ترد".
الحماسة كبيرة لدى الاعلامية السعودية، ولا يتعلق الأمر بمجرد مقود جلست خلفه النساء. "انه حديث مجتمعي يتم تجاوزه للتركيز على أمور أخرى. انه شعور في اللاوعي بالمساواة في المواطنة يشهد عليه جيل جديد".
وحول مطالب السيدات السعوديات اليوم، تقول أبو سليمان ان "هناك أشياء مهمة تحققت في السنوات الأخيرة، أمور تتعلق بقضايا أسرية، دخول السيدات مجلس الشورى، والبلديات، والادارات... والآن هناك أهمية في توسيع حلقة مشاركة المرأة في هيئات أساسية في المملكة". أما في مسألة ولاية الأمر التي يتسع هامش النقاش حولها، فترى منى أن "اجراء بعض التعديلات فيها سيكون جيّداً، على سبيل المثال جعل هذه الولاية تتوقف عند سن معيّنة بالنسبة لسن الزواج للسيدات...".
وتختم حديثها مع "النهار" بالتعبير عن حماس كبير يعتريها تجاه اليوم وما هو آتٍ في واقع السعوديات، شاكرة المرأة اللبنانية "الداعمة لنا".