الحوثيون يلمحون إلى استعدادهم لتسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة

أفادت مصادر مطلعة أن جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران لمحت إلى استعدادها لتسليم إدارة ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة، في انفراج محتمل لصراع أثار أسوأ أزمة إنسانية في العالم. 

وتعهدت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة عملية عسكرية سريعة للسيطرة على المطار والميناء من دون دخول وسط المدينة وذلك لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحفاظ على تدفق السلع الأساسية.

ويقول السعوديون والإماراتيون إنهم يجب أن يستعيدوا السيطرة على الحديدة لحرمان الحوثيين مصدر دخلهم الرئيسي ومنعهم من إدخال الصواريخ.

وميناء الحديدة نقطة أساسية لدخول إمدادات الإغاثة الى اليمن. وحذر مسؤولون في الأمم المتحدة من أن أي قتال واسع النطاق في المدينة قد يهدد حياة عشرات الآلاف.

وزار المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين كما زار مدينة جدة السعودية هذا الأسبوع في محاولة للتفاوض على حل.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان ومدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مارك غرين التقيا الخميس وكالات دولية ومنظمات غير حكومية للبحث في الصراع على الميناء. وجاء في بيان للوزارة أن سوليفان أبدى خلال الاجتماع تأييده "لجهود غريفيث التي تهدف الى تجنب تصعيد القتال من خلال التوسط في حل وسط في شأن إدارة الميناء"، كما أكد التزام واشنطن الحل السياسي.

واوضح مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة تحث السعوديين والإماراتيين على قبول الاقتراح. وكشف مصدر ديبلوماسي في الأمم المتحدة أن التحالف الذي تقوده السعودية أبلغ غريفيث أنه سيدرس الاقتراح. وأضاف أن الحوثيين لمحوا إلى أنهم سيقبلون بسيطرة الأمم المتحدة الكاملة على إدارة الميناء وعمليات التفتيش فيه.

وشرح ديبلوماسي غربي أن الأمم المتحدة ستشرف على إيرادات الميناء وتتأكد من إيداعها المصرف المركزي اليمني. ويقضي التفاهم بأن يظل موظفو الدولة اليمنية يعملون إلى جانب الأمم المتحدة.

وقال الديبلوماسي الغربي: "أعطى السعوديون بعض الإشارات الإيجابية في هذا الصدد وكذلك لمبعوث الأمم المتحدة خلال الساعات الـ24 الاخيرة. وصدرت عن الإماراتيين أيضاً همهمات إيجابية ولكن لا يزال الطريق طويلا أمام الاتفاق".

وحذرت المصادر من أن الخطة لا تزال في حاجة الى موافقة كل أطراف الصراع ولن تؤدي في مراحلها الأولى على الأقل إلى وقف فوري للنار.

وأصدر غريفيث بياناً الخميس جاء فيه أنه تحمس "بفضل التواصل البناء" للحوثيين وسيعقد اجتماعات مع الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي.

ولم يصدر تعليق عن سفارتي السعودية والإمارات في واشنطن حتى الآن.

ولاحظ الديبلوماسي الغربي أنه لا تزال هناك تساؤلات عن انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة نفسها كما تطالب الإمارات وحلفاؤها اليمنيون وكذلك هناك تساؤلات عن وقف أوسع للنار. واعتبر أن التوصل الى اتفاق على مغادرة المدينة قد يكون أحدى "النقاط الشائكة الكبيرة".

وأعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في بيان أمس، ان مدينة الحديدة تشهد حركة نزوح كبيرة مع احتمال نشوب معارك في شوارعها بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين.