ليزا الدبس: بطلة خارج الكليشيه

الشابة خارج الكليشيه الجمالي المُضجر: وجه صافٍ من دون إضافات، وجسد من دون متمّمات مُبالغ فيها. بدأت ليزا الدبس خطوة خطوة في "تانغو"، ثم راحت الشكوك بارتكاب الجريمة تحوم حولها. نور في المسلسل ("أل بي سي آي"، "أم بي سي") لا تحتاج إلى تعزيزات لتنجح بأداء مَشهدها. تستطيع التفوُّق بما تملك، أيّ بالموهبة والسلاسة والعفوية.  

الأداء الرائع ليس للأبطال فحسب، بل لليزا الدبس وَقْعٌ من الروعة على المسلسل. أداؤها أمام طلال الجردي، تقدَّم بكامل الإقناع والألم. أخرجت من داخلها انكسار امرأة أحبّت رجلاً فرماها عند أول مفترق. ذلك المساء على كورنيش البحر، استعادت أياماً جميلة قضتها مع رجل لا يستحقّ. مشهد المواساة مُتقن، بطلاه الدبس والجردي، كائنان مسكونان بالحاجة إلى السعادة. في الحلقة 26 من المسلسل (كتابة إياد أبو الشامات، وإخراج رامي حنا)، كانا نجمين في الأداء والعمق ومشاركة الوجع. "يمكن أحسن شي ممكن يعملو إنو تزوّج"، يُخفّف من المصاب، قاصداً يوسف حداد بدور كريم. ويُكمل ممسكاً بيد مشهداً تُمسكه هي بكامل حواسها: "مش أحسن ما يخليكِ ناطرتيه كلّ حياتك؟". بثلاث كلمات، تنسف مواساته: "موجوعة جاد موجوعة". الدبس ممتازة في اختزال الخذلان وهو يتّخذ هيئة نازفة. اقتراب الجردي منها وضمّها إلى صدره، الفسحة الأخيرة للاطمئنان إلى أنّ الحياة لا تزال ممكنة. بعضهم يداوي الانكسارات الإنسانية بكلمة أو لمسة أو تفهُّم يجعل الألم يستريح طويلاً. 

fatima.abdallah@annahar.com.lb

Twitter: @abdallah_fatima