أوغندا وأثيوبيا ومصر تتحارب بالوكالة في السودان

في بداية اللقاء مع مسؤول يتعاطى مع أوضاع السودان بدولتَيْه الشماليّة والجنوبيّة في إدارة أميركيّة مُهمّة تحدّثت عن توقّع كثيرين في العالم العربي أن تقوم في جنوب السودان دولة فعليّة مختلفة عن دولة الشمال حيث الأوتوقراطيّة والتشدّد الديني والفساد. لكن هذه التوقّعات لم تكن في محلّها. لماذا؟ سألت. أجاب: "أنت تعرف الطبيعة القبليّة. السودان قبائل بشماله وجنوبه. فكيف إذ خاضت كلّها حروباً في ما بينها، وصار زعماؤها كلّهم قادة جيوش وميليشيات وأصحاب نفوذ وسيطرة ومال، بحيث لا يعود سهلاً عليهم التخلّي عن تلك المكاسب كلّها لدولة رسميّة. طبعاً هناك عوامل أخرى جعلت التوقّعات الإيجابيّة في غير محلّها. منها أن سلفاكير رئيس دولة جنوب السودان لم يتعاطَ مع التطوّرات ومع "الزعماء" في بلاده مثل رياك مشّار وغيره بحكمة ودراية ورويّة. هو أيضاً يحب السلطة. سودان الشمال الذي يحكمه البشير لا يبدو متدخّلاً حاليّاً في جنوب السودان. وهو يسعى إلى مساعدة أميركا في ترتيب أوضاعه. هناك طبعاً القبائل كما قلتُ لك. لكن لا تنسَ أن في جنوب السودان وحتى في شماله حرباً إقليميّة دائرة. وهي حرب بالوكالة أو بالنيابة عن جهات إقليميّة قويّة". سألتُ: من هي هذه الدول الإقليميّة؟ وما هي أهدافها؟ وما هي المصالح التي تُحقّقها لها الحروب المُشار إليها؟ أجاب: "أوغندا وأثيوبيا ومصر....