هل تتزوج من غير متعلم؟ سؤال أشعل الإنترنت وهذا ما يقوله علم النفس!

غوى أبي حيدر

يحظى مسلسل "طريق" بطولة الممثلة نادين نجيم والممثل عابد فهد مشاهدة كبيرة لعدة عوامل منها القصة الجميلة المأخوذة من رواية الكبير نجيب محفوظ "الشريدة". وتحاكي القصة علاقة تجمع بين البطلة المحامية المتعلمة والبطل الأمي الذي يتبع أسلوب حياة غير مصنف تحت "الملائم" أو المصنف تحت "الشعبي-التقليدي". ومن هذا المنطلق، أحدثت الحبكة تساؤلاً مهماً بين رواد السوشال ميديا وهو "ماذا يفعل الانسان بحال وقع بحب شخص غير متعلم خصوصاً إن حظي بتعليم مناسب". 

شارك "سالم زهران" سؤال "مع الزواج من غير متعلم/ة؟" طبعاً من منطلق ما يشاهده في المسلسل على ستوري انستغرام مع صورة لنادين وعابد ليصوت الناس على السؤال.

هذا جعل من زهران مادة على المواقع، حيث جاءت ردات الفعل مختلفة!

1- ربما الضجر

2- أو مجرد انسجام بالأحداث كأي شخص عادي

3- البعض حقاً قلب المعادلة

بعيداً من السخرية... وقت الجد! ماذا يقول علم النفس؟

السؤال الذي سأله زهران مهم جداً وهذا لأنّ العديد يرى في العلم أساساً في الشخص الآخر عند الإقدام على الزواج. رغم غرابة طرح زهران للموضوع، إلّا أنّنا سنعرفكم على الشق السيكولوجي من هذه المعضلة!

"التزاوج المتلائق السلبي" بحسب علم النفس هو اختيار شريك يختلف عنك إمّا بمستوى الحجم أو الشكل أو العلم أو الذكاء، ستيفان هوكينغ مثلاً تزوج ممرضته. بحسب الدراسات الحالية، العالم يأخذ مجرى معاكس إذ يفضل معظم الناس التزاوج المتلائق والفكرة القديمة القائمة على "زواج العاملة من الأمير أو مديرها" لم تعد موجودة حقاً بالرومانسية التي صورتها في المسلسلات.

المثير بمسلسل "طريق" هو أنّ نادين هي التي تتمتع بمستوى علمي أعلى من "الرجل" وهذا منحى لا يصور في القصص والمسلسلات والأفلام، إذ أنّ الرجل هو المنقذ الدائم للمرأة ولذلك يعلوها شأناً. إذا فكرنا بالأمر، قد يكون هذا هو سبب معظم حالات الفشل في العلاقات! نحن نعجب بالأعلى شأناً ونرفض من هو دوننا لأنّه أدنى شأناً، طبعاً الأدنى شأناً أعجب بنا لأننا أعلى شأناً! أحد الأسباب التي جعلت طبيعتنا بهذا الشكل هو أننا نظن أنّ الأطفال سيكونون أفضل عندما يرثون جينات الأعلى شأناً.


يعني... متاهة لا تنتهي 

تأتي نظريات أخرى ترجح أنّ الأضاد تنجذب لبعضها البعض معتبرين أنّ الشريك الأول يكمل الثاني والعكس صحيح ويرجح البعض أنّ هذه النظرية تنطبق على النفسية والشخصية من دون أن تتعداها إلى العلم والدين والطبقة.

نقطة أخرى مهمة، هو أنّ معظم المتعلمين يرفضون الزواج من شخص غير متعلم وهذا لأنهم يجدون صعوبة بمعاشرة انسان لا يعلم ما يعرفونه، أي أنّ النقاش سيكون فارغاً. لكن الأهم هو انّ الشخص غير المتعلم عندما يعلق بشخص أعلى شأناً، سيشعر باضطرابات نفسية بسبب قلة الثقة بالنفس ما يعرضه لكآبة كبيرة ستكلفه الكثير لاحقاً ولهذا يرى الباحثون أنّ التزاوج المتلائق هو أنسب للصحة النفسية والعقلية. 

ما زلنا هنا نتحدث طبعاً خارج إطار دور المرأة والرجل وخارج ما تفضله المرأة وما يفضله الرجل. ففي مجتمعاتنا الذكورية، قد لا يكترث الرجل بمستوى علم المرأة وهذا لأنّه يرى وظيفتها مقتصرة على الطبخ وأعمال المنزل (من دون التعميم طبعاً). 

نجيب محفوظ عرض المشكلة من زاوية أخرى وقلب المعادلة ليجعل المرأة متعلمة والرجل غير متعلم! فكيف ستكون النهاية وهل سيتحمل الرجل هذا الصراع؟