عودة الفرزلي وابعاد "القوات" في رمزية الجلسة الانتخابية

سجل انتخاب النائب ايلي الفرزلي نائبا لرئيس مجلس النواب انفجارا مكبوتا على وقع ترشيح "التيار الوطني الحر" لهذا الاخير في الوقت الذي انسحب وزير الداخلية نهاد المشنوق من الجلسة التي انعقدت اليوم لانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه واعضاء هيئة المجلس معلنا رفضه "لانتخاب غازي كنعان" مجددا في هذا الموقع في اشارة الى المرجعية السياسية التي انتمى اليها الفرزلي قبل انسحاب القوات السورية من لبنان العام 2005 . وهو الامر الذي انسجم مع موقف نسب الى مصدر في "القوات اللبنانية" في الاتجاه نفسه اعتبر ما حصل اليوم في مجلس النواب مهزلة كبيرة ودقا لناقوس الخطر بفعل ارتباط الاكثرية كما قال ب" حزب الله" والنظام السوري.

لكن الواقع ان اعادة ادخال الفرزلي الى المشهد السياسي جاء من خلال "التيار الوطني الحر" الذي تبنى ترشيحه في البقاع الغربي وراشيا ثم تبنى ترشيحه بوصفه التكتل الاكبر في مجلس النواب لمنصب نائب رئيس مجلس النواب. وتاليا فان السؤال الكبير الذي سيطرح او سيثار امام "التيار الوطني الحر" خصوصا من خلال المعارك السياسية التي يحركها مع افرقاء كثر لا سيما حزب "القوات اللبنانية" هو عن مدى رعايته لاعادة الاعتبار الى رموز سياسية محسوبة على النظام السوري بعد انسحابه من لبنان وفي اعادة مكررة للبرلمان وتوازناته قبل 2005 علما ان افرقاء كثيرين ما كانوا ليعارضوا ترشيح الياس بوصعب لهذا الموقع . وهذا الصراع المبكر يؤشر الى جملة امور في مقدمها ان المعارك التي يديرها رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل لن تبقى من دون رد فعل خصوصا في استهدافه حزب "القوات اللبنانية" استنادا الى ما تردد قبل ساعات من انعقاد جلسة مجلس النواب ان انتخاباته اليوم ستظهر الاحجام وتؤكدها بحيث ان دعم ترشيح الفرزلي في مقابل منع الامتناع عن التصويت لمرشح "القوات" انيس نصار لهذا الموقع كما ابعاد "القوات" عن هيئة مكتب المجلس انما يعبر عن اتجاه الى استفزاز "القوات" ربما لاحراجها فاخراجها من الحكومة لاحقا .وذلك فيما عزي موقف الوزير المشنوق الى ما عبر عنه من رفض لما نقل عن اتجاه "تيار المستقبل" الى الفصل بين النيابة والوزارة الامر الذي علق عليه برفضه تبلغ هذا الامر عبر الاعلام.


لكن ايا تكن الاسباب الشخصية المباشرة فان المجلس الذي كرس اعادة انتخاب الرئيس بري الذي لم يصوت له حزب "القوات" لرئاسة المجلس من جديد علما ان ذلك ترك تساؤلات عن الاسباب التي حدت بالدكتور سمير جعجع الى اتاحة المجال لكي يبيع باسيل الموقف " الميثاقي " الى بري بدلا منه علما ان علاقة القوات مع بري افضل بكثير من علاقة باسيل به اضافة الى انتخاب الفرزلي فانما قدم مشهدية مماثلة لتلك التي حكم النظام السوري في ظلها. وهذا المؤشر شديد السلبية من حيث انه يطيح كل المكتسبات على المستوى الحزبي السياسي من اجل ان يكرس اكثرية للنظام السوري و" حزب الله" تكتسب خطورتها من ان تنعكس ايضا في الحكومة.  

واللافت في كل هذه المشهدية ان الرموز السياسية المحسوبة على النظام السوري لا تنفي هذه المحسوبية او تبتعد منها لمصلحة تأكيد الانتماء للواقع اللبناني ولمصلحة لبنان قبل كل شيء . الامر الذي يمهد لصراع لن يكون بسيطا او سهلا على رغم كل الكلام الظاهري او العلني عن دعم رئيس الجمهورية في المرحلة المقبلة.