زراعة الكبد والكلى في تركيا تنقذ حياة الآلاف سنوياً... جراحة معقدة ولكن!

تعدّ زراعة الكبد واحدة من أكثر العمليات الجراحية المعقدة، ولكن تعتبر بالنسبة إلى العديد من المرضى فرصة لبدء حياة صحية جديدة. هناك عدة أسباب لزراعة الكبد عند الأطفال والبالغين، حيث تعد تركيا الأولى عالمياً في زراعة الكلى والثانية بعد كوريا الجنوبية في زراعة الكبد.

هذا النوع من الجراحة شائع للغاية في تركيا، حيث يبلغ عدد حالات زراعة الكبد سنويا حوالي 1400 حالة، و 3500 حالة لزراعة الكلى، كمأ ان نسبة 80-85% من عمليات الزراعة تعتمد على متبرعين أحياء. وهذا دليل على خبرة تركيا في هذا النوع من العمليات.  بالإضافة إلى أنه بالنسبة للمرضى الأتراك لا يمكن إجراء جراحة الزراعة لهم من متوفى، ما لم يكن المتوفى مرتبطاً بالمريض.

جراحة معقدة ولكن!

 ولذلك فإن معظم التدخلات تتم بالاعتماد على متبرعين أحياء وخصوصا للمرضى الأجانب. فلا تتم الزراعة إلا من متبرع حي حسب القانون التركي . هناك قواعد صارمة من قبل وزارة الصحة التركية، حيث يجب تقييم مراكز زراعة الكبد والكلى بانتظام من طرف لجان متخصصة، بحيث يجب أن تكون نسبة نجاح العمليات أكثر من 80-85%. فإذا لم يتحقق هذا الشرط يتم إغلاق المركز. بعكس بعض البلدان والتي لا تطبق مثل هذه القواعد كالصين أو الهند، ولذلك فإن نسبة نجاحهم في هذه التدخلات غير معروفة.

أما بالنسبة الى مجموعة مستشفيات أجيبادم، فلم يعد هذا التدخل معقدا كثيرا لأنها تقوم به كل يوم. في العام الماضي أجرت 125 عملية زراعة كبد و 320 عملية زراعة كلى حيث أصبحت هذه التدخلات جزءا من حياة المجموعة المهنية اليومية العادية . وقال مسؤولون في المجموعة "من أهم الحالات التي تؤثر فينا هي الأطفال حيث يصعب على الآباء أن يروا أطفالهم يعانون ونرى أن كل ما يطلبونه هو رؤية أطفالهم يتحسنون. نحن نتحدث إليهم، نفسر الوضع، ونقول لهم رغم أن العملية معقدة إلا أن معدل النجاح هو 90 %" .

ابنة الـ6 اشهر في حالة حرجة 

ويقول أحد الأطباء "قبل ثلاثة أشهر كان لدي حالة لطفلة جزائرية تبلغ من العمر 6 أشهر وكانت ضعيفة وتعاني من نقص تغذية حيث لم يتجاوز وزنها 5 كلغ. في البداية كنت مترددا في إجراء العملية إذ كان موتها وشيكا، ولكن بعدها قررنا إجراء العملية والآن الطفلة في حالة صحية جيدة للغاية واكتسبت وزنا . أسعدني رؤية الكثير من تلك الحالات التي تنمو وتتطور بعد إجراء التدخل الجراحي. وهناك العديد من المرضى الذين يأتون إلينا وحالهم ميؤوس منها ونقوم بإنقاذ حياتهم حيث كل شيء يتغير بعد عملية الزرع".

ويضيف: "قدمت تولين من الأردن إلى مستشفى أجيبادم تركيا على أمل العلاج رغم صعوبة حالتها، إذ كان من الضروري إجراء زراعة مزدوجة للكلى والكبد معا. وتحقق حلمها وأنقذت حياتها من قبل البروفيسور رمزي أميروغلو رئيس قسم زراعة الأعضاء بالمستشفى الجامعي أجيبادم أتاكنت بإسطنبول، تركيا". 

للتواصل مع المستشفى اضغط هنا