الشعارات الانتخابية: إفراط في الوهم وإتقان للتفاهة

حنان هاشم- إعلامية

لا يُخفى على عاقل إن وُجد، أن الانتخابات النيابية في لبنان تأخذ شكل التفاهة. وكل ما عداها من تحالفات حزبية ومهاترات خطابية لمرشحين فاق عددهم التسعمئة بأكثرية ملتبسة فكرا ومشروعا، لا يقدم للمواطن حلولا لمشاكله الحياتية، ليس أقلها الدواء وسلة الأمان وفاكهة العيش.

هذا المجّ الدائر في الشارع وعلى وسائل الإعلام يستدعي التوقف لهِنات في الطريق إلى محاولة فهم تراجع مستوى الوعي عند المرشح والناخب على حد سواء. تراصفت اللوحات الإعلانية في شوارع بيروت صنوفا ملونة من الوجوه التي تعكس سذاجة لا تحتاج الى علماء النفس لاكتشافها، يكفي أن نتأمل الابتسامات المعلقة على عواميد الكهرباء.

لا نية أكيدة للسخرية من المشروع ولا للبحث في وطنية القانون، إنما جولة أفق على الحملات الإعلانية للمرشحين وتحديدا اللوحات المعلقة على الجسور والعواميد وحيطان المدينة، هي نفسها ستتحول إلى حائط مبكى بعد النتيجة.



هذا الناجي يذكرنا بوفاء بعبدا ويهددنا بقوتها. متلازمة المجّ وابتسامة الفراغ، وفية لمن يا رجل وقوية بماذا؟ ستزرع الأمان على حدودنا المنتهكة، أو أن العهد سيملأ جيوبنا بالمال وجيشنا بالعتاد!

ما أحلاه ابن عمه الطبيب الذي أعلن نفسه ثائرا...علينا أو عليهم. إذا كان يعني الطبقة الحاكمة، يسعدنا أن نلفت عنايته أن هذه الطبقة هي من سيجلسه على أكتاف الشعب، وإذا كان الناخب هو القصد فعلى ظهر من ستستوي إذا؟!

شاهِدوا هذا المعلق على عمود يقضي برفع الظلم عن المدينة وتغيير الحال، لكنه أخطأ في المحتوى، الشيبة هيبة يا سيدي!

ربي يفك المشنوق الذي يبدو أنه ضمن بيروت، ما همّه إذا برضى الله والمشحرين.

فإذا كانت بيروت قلب لبنان، هذا يعني أن الجنوب قدم الوطن والشمال كفه اليمنى، ماذا عن الطرف الخامس يا فؤادي؟. وفقك العزيز لا تقترب من الوعد فإذا كان صادقا سيرمي بك من نظرة.

أمانة عليك يا ابن المفتي العظيم أن تخبرنا عن سنواتك العجاف، بين الليالي الملاح وأوهام الخلافة، ألم يخبروك أنها مجرد سياسة؟

إن العبارات التي أنتجتها الماكينات تحتمل التأويل النفسي، وعلى ذمة فرويد فإن استخدام عبارة "سلاح التغيير" حمّالة أوجه ودلالة واضحة على الرغبة في التداوي بالداء عند شريحة كبيرة ألقت بالسلاح في سلة المهملات وتفرغت ردحا من الزمن لبناء صورة لبنان على شاكلة شواطئ كان.



ثمّ، يا عزيزي.. إذا النَفَس الأخير على أبواب المستشفيات لم يحفِّز الوزير على إصدار بطاقة صحية، تحمي المواطن من الموت السخيف، صوته سيحميه؟!

أفرغت المرشحات الشعارات الانتخابية من محتواها الأنثوي. فإذا نوين سيدات الغد إضافة الكرزة على سطح العفن السياسي فلن يكون بمخاطبة التيستوستيرون، اذهبن إلى الناصح علّه يستبدل أورام الأكثرية بحقنة بوتوكس لزوم الصورة يا جميلة.