امرأة... وكفى


حين أطلقنا التزاماً ، ولا نقول شعاراً ، بعنوان "ما تقرأه لا ما تراه" كنا ندرك ان التزامات "النهار" وصدقيتها تنبع أولاً واخيراً من عمق مقارباتها لقضايا الانسان، فكيف حين نقارب قضية نصف المجتمع ونصف الكون ونصف التكوين برمته؟  

اذا كانت المناسبة في 21 آذار هي عيد الأم وفجر الربيع زمنياً فاننا شئنا هذا العدد الخاص من "النهار" الذي يصدر اليوم أبعد من معايدة ظرفية طارئة وترجمة عملية لالتزامنا الغوص في عمق احدى أهم القضايا والجوانب الانسانية ولو انطلاقاً من واقعنا اللبناني وما يعني المرأة فيه في المقام الأول واتساعا نحو المرأة في العالم العربي.

[[embed source=annahar id=3061]]


حاولنا الالمام بمعظم جوانب القضايا المحورية التي تمس مآسي المرأة حتى في مجتمع منفتح كالمجتمع اللبناني. ولعلها هنا المفاجأة المفجعة التي تتكشف عبر الكثير من حبر هذا العدد في استمرار واقع مظلم مثل العنف الزوجي والعائلي الذي يخلّف مآسي وضحايا لا يخطر ببال ان لبنان لا يزال "ينتج " مثلها. ذهبنا الى المقاربات والتحقيقات الميدانية من مثل معاينة قضايا المرأة النازحة في مخيمات النازحين حيث تتجمع وجوه المأساة مع جوانب الخير الذي يضيئه العمل الاجتماعي والخيري والتطوعي وكله بأيدي نساء.

أتينا بالكثير من تجارب الألم المباشر فجمعنا الزوجة المعنفة مع الناشطة الاجتماعية التي تواكب آلام المعنفات. جمعنا تجربة القاضية مع الخارجة من سجن القانون الى سجن الحياة الصعبة.

إستحصلنا على شهادات الوجوه المضيئة المتفوقة في مجالات كثيرة تماما كما سعينا الى تثبيت شهادات اللواتي وقعن ضحية ظلم الظروف والحياة والعيش الضيّق. ما اردنا قوله في هذا الاصدار الخاص الاستثنائي في يومها ان التغني بحقوق المرأة صار نغمة ممجوجة ورتيبة وشعاراً مستهلكاً فارغاً من كل مضمون يليق بالمرأة اللبنانية متى بقي بمثابة نشيد شعبوي. ومع اننا فرحنا لظاهرة ارتفاع عدد المرشحات المسجلات للانتخابات النيابية الى رقم قياسي هو 111 فاننا نود ان يتعمق مجتمعنا أكثر فأكثر وأبعد من الارقام القياسية بواقع المرأة في كل يوميات عالمها. انها نصف العالم والكون والمجتمع والأم والزوجة والأخت والحبيبة والجدة و... فليبدأ الامر من ألف باء حمايتها ما دامت تمكنت من الارتقاء الى أعلى مستويات التفوق أسوة بالرجل وأكثر.

لنعطها الحماية المطلقة بدءاً من البدايات اي التعليم وتوفير حق التعليم اساساً واصلاً ليس منّة من احد. لكننا امام المآسي التي نعاينها لدى اكثر النساء اللواتي تناولت "النهار" قضاياهن، نقول بملء الثقة ان التعليم هو مفتاح التحصين والحماية ومن ثم تتدرج الاولويات الاخرى. وفي عيد الام نقول يكفي ان تكوني امرأة لكي تكوني عظيمة.

[[embed source=annahar id=3064]]